أخبارالأرشيفمجتمعمقالات

دماغيات أبو المجد: “ويخلق ما لاتعلمون” .. قصة حقيقية (2-2)

الاستماع للخبر

ict-misr.com/20347/" target="_blank" rel="noopener">[box type=”shadow” ]الجزء الأول .. فى شقة الأسكندرية (1-2)[/box]

ict-misr.com/20347/" target="_blank" rel="noopener">[box type=”success” ]وصلت إليهم؛ وجدتهم جميعاً متجمعين فى غرفة واحدة بها مصباح أكثر إضاءة، نظرة واحدة إليهم كانت كافية بمعرفة أنهم يعانون من الرعب الشديد، وسؤال واحد جعل حكاياتهم تنهمر.[/box]

كان تقسيم الشقة غريب للغاية؛ هى عبارة عن عدد كبير من الغرف -ربما 5 أو 6- كلها تطل على شوارع جانبية أو مناور مهجورة، ويتوسط الشقة “منور” كبير للغاية ربما تبلغ مساحته 30 متر (5X6) خاوى تماماً، ومظلم للغاية، يصدر صدى صوت لأى حركة تحدث بالقرب منه، يفصل بينه وبين الغرف “طرقة” مربعة كبيرة أنوارها خافتة كأنها مخصصة لزيادة الغموض والرهبة، ولذلك فإن من فى الغرفة الداخلية لا يمكن أن يدرى بما يحدث له أى من قاطنى الغرف الأمامية كأنه فى جزيرة منعزلة.

جو الشقة عموماً ساخن ومكتوم وقابض للروح، كأنك إنتقلت من الأسكندرية إلى إحدى محافظات الصعيد الجوانى، لا هواء ولا أكسجين للتنفس، ألوان الحوائط تم إختيارها بعناية بلون التراب أو ماشابه، والأبواب كلها تعزف سيمفونية من الصرير المرعب. 

إنطلاقاً من مبدأ “أبوك صعيدى متخافش”، وكونى من أصحاب “برج العقرب” الذى يتميز بالقيادة والسيطرة، وجدت أن دورى يحتم على أن أكون أكثر تماسكاً، وبالفعل تركت أصدقائى يبحثون فى الشقة وأخترت لنفسى آخر غرفة فى الزاوية الداخلية، والمحتوية على سرير واحد حتى لا يزعجنى أحدهم بصوت أو تدخين، فتحت شباك شرفتها ذو الأربعة ضلف “2 زجاج و 2 شيش”، حتى أعمل على تهوية الغرفة، الشباك يطل على منور مهجور به بعض الأشجار العملاقة التى يزيد مظهرها من رهبة المكان، ووضعت شنطتى على السرير؛ وفتحتها وبدأت فى إخراج بعض من ملابسى لإرتدائها، وتوجهت لأرى ماذا فعل أصدقائى.

وصلت إليهم؛ وجدتهم جميعاً متجمعين فى غرفة واحدة بها مصباح أكثر إضاءة، نظرة واحدة إليهم كانت كافية لإدراك الكم الذى يعانون منه من الرعب الشديد، وسؤال واحد جعل حكاياتهم تنهمر: “أنا دخلت الحمام لقيت إيد حد بيطبطب عليا”، والآخر: “السرير كأن حد قاعد جنبى”، والثالث: “كل ما أولع النور وألف ألاقيه يطفى لوحده” .. !!!

طبعاً كان ردى: “بلاش هبل..مفيش الكلام ده، مفيش حاجة إسمها عفاريت، بطلوا هرى”، وفى هذه اللحظة بالذات سمعت صوت “هبد” قوى يأتى من جهة غرفتى، ذهبت لأطالع ماذا يحدث محاولاً إستجماع قوتى وبقايا شجاعتى، وصلت للغرفة وهالنى مارأيت.

وجدت باب غرفتى مغلقاً، ظننت أن تيار هواء قوى تسبب فى ذلك – ملحوظة: الشقة قبلية ولا يوجد بها أى تيار هواء- إفترضت ذلك لإيهام نفسى، تسارعت أنفاسي، أحسست أن قلبى يكاد ينخلع من صدري، أسنانى تقرع بعضها بشدة، فتحت الباب بصعوبة وكأن أحدهم خلفه يرفض أن أفتحه، أيضاَ إفترضت أن تيار الهواء لا يزال قويا بالداخل ..!!!

أخيراً تمكنت من فتح الباب لأرى ما جعلنى أكاد أن أسقط مغشياً علي من الرعب؛ شباك الشرفة (ذو الأربعة ضلف) مغلقاً تماماً بالقفل وكنت قد تركته مفتوحاً على مصراعيه، مما ينفى تماماً نظرية تيار الهواء إياه، كما إن شنطتى مغلقة بالسوستة بكاملها.

إستدرت بصعوبة ..وجريت بسرعة 500 كم/الساعة تجاه أصدقائى الذين رأيتهم قد حزموا أمرهم، وبدأوا بالفعل فى جمع أشيائهم للإستعداد للرحيل فوراً، وبصعوبة شديدة أقنعت أحدهم بالقدوم معى لجمع شنطتى، ووصلنا للغرفة لأجدها مغلقة من جديد والنور بها مطفئ، فتحنا الباب بصعوبة، ولملمت ملابسى فى يدى ولحقنا بهم على السلم فوراً، ونزلنا إلى الشارع عائدين إلى شقة “بئر مسعود” وليحدث مايحدث.

كنا نهرول فى الشارع مبتعدين عن هذه الشقة وهذا البيت المرعب، لا ندرى ماذا يسكن به؛ إلا أن لسان حالنا يقول: “ويخلق مالاتعلمون” ..صدق الله العظيم