أخبارتقارير

دوت مصر .. نقطة أول السطر التي ربحناها.. ثم خسرناها .. وهل ضاع حلم عربنة الإنترنت خلال مؤامرة الربيع العربي ..؟

الاستماع للخبر

 

قرابة 50 عاماً مرت منذ قررت وزارة الدفاع الأمريكية إنشاء وكالة مشاريع الأبحاث المتقدمة (ARPA) التي كان هدفها حماية شبكة الاتصالات أثناء الحرب، ومن ثم ظهرت شبكة ARPA net التي تعتبر النواة الأولى لشبكة المعلومات العنقودية الحالية “الانترنت”.

وطوال أربعون عاماً إحتكرت أحرف اللغة اللاتينية السيطرة على مجريات الأمور فيما يخص عناوين المواقع والصفحات على شبكة الانترنت، بل ولم يكن للغة العربية وجود حتى على موقع المنظمة العالمية المسئولة عن إدارة عناوين نطاقات الانترنت ICANN.

ظل حلم النطاقات العربية يراود قادة القطاع خلال إنعقاد مؤتمرهم في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة عام 2005، والذي أوصى بإطلاق “المشروع التجريبي لأسماء النطاقات العربية”، وتم دعوة كافة الدول العربية للإنضمام إليه.

وخلال السنوات التي سبقت أحداث يناير 2011 إجتهد المسئولين عن القطاع التكنولوجي فى مصر- وعلى رأسهم الدكتور طارق كامل وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات حينئذ – لتمكين اللغة العربية داخل مجتمع الإنترنت سواء بزيادة المحتوى العربي على الشبكة وإنتهاءً بطلب إعتماد عناوين النطاق باللغة العربية (. مصر )، وفى يناير 2010 كللت هذه الجهود بالنجاح، وأعلنت ICANN إنتهاء الإحتكار للحروف اللاتينية وموافقتها على إعتماد العناوين على الشبكة باللغة الرسمية لأربعة دول تتقدمهم مصر..وعقب ذلك تلقت ICANN 16 طلباً لثماني لغات مختلفة.

ويعرف الدومين بالأسم الذى يكتب للوصول إلى المواقع المختلفة على شبكة الإنترنت، وكانت أسماء النطاقات تكتب بالحروف اللاتينية فقط، ومع إعلان الأيكان عن إتاحة تسجيل أسماء نطاقات بلغات غير اللاتينية أصبح من الممكن تسجيل أسم الموقع على شبكة الإنترنت باللغة العربية مثل: أخبار.مصر.

كان الغرض الأساسي من محاولات “عربنة” الإنترنت هو توسيع دائرة المشاركات من المستخدمين العرب رغبة فى تكثيف المحتوى العربي وتوثيقه ونقله للغرب لتوضيح الصورة المغلوطة وتحسينها، وبذلت القيادات التكنولوجية جهود كبيرة لتحقيق هذا النجاح، حيث يعتبر إعتماد أسماء الدومين باللغة العربية خطوة هامة لجذب شريحة كبيرة من المستخدمين على شبكة الإنترنت، وكسراً لحاجز اللغة، وتشجيعاً على إثراء المحتوى العربي على الشبكة، ووسيلة للحفاظ على الهوية العربية والمصرية.. وأصبحت عملية التسجيل بالنطاق العربي فى مصر متاحة من خلال 4 منافذ، واحدة للجهات الحكومية والتعليمية، و3 للمستخدمين العاديين.

واليوم..بعد مرور 6 سنوات على الفوز فى الحرب العربية على الإنترنت باتت المشاركات بالنطاقات العربية على الشبكة العنكبوتية شبه منعدمة “ولا حس ولا خبر”، وأصيب حلم الإنترنت العربي بالسكتة الدماغية، حتى أنني عند إعداد هذا التقرير لم أجد رداً شافياً أو معلومات واضحة عند الخبراء حول حال النطاقات وأسماء الدومين العربية فى الوقت الراهن، إضافة إلى الضمور الشديد فى حجم المحتوى العربي الأصلي على الإنترنت عقب فترة ماعرف بإسم “الربيع العربي”..فلماذا تم التنازل عن مكتسبات السنين الماضية..؟