آى سى تى ميدياالأرشيفمقالات

بأقلام القراء: سلامة إبراهيم يكتب: “ماريكا”..مجموعة قصصية

ict 8

[button color=”red” size=”big” link=”http://www.ict-misr.com” ]1-    حلاوة المولـــــد   [/button]

كان الحاج حامد -أو ابو إحمد- كما يحب ان تناديه الناس، رجلاً يعمل “فراش” في معامل وزارة الصحة، وكان لديه ٣ بنات وولد، وكان الولد هو أصغر أولاده، وأكبرهم هي “أنشراح”؛ التى لم تنل حظاً من التعليم، وتزوجت الأسطي برعي السمكري الذي ورث عن والده ورشة صغيرة في الشارع.

والابنة الثانية “شربات”؛ نالت حظاً ليس وفيراً من التعليم، حيث خرجت من المدرسة فى الصف الرابع الإبتدائي، وهي بالكاد تفك الخط، وتزوجت من الأسطي حنفي الكهربائي، واقامت في المنطقة المجاورة لمسكن العائلة.

والابنة الثالثة “نعيمة”، حصلت علي الشهادة الابتدائية، وهي أكثرهم حظاً في الجمال والتعليم، وتزوجت الاستاذ عباس الذى يعمل كموظف بالإدارة التعليمية.

و”أحمد” -الابن الذكر- أخر العنقود، فرح به الأب عند قدومه، وادخله المدارس للتعليم ومحاولة الحصول علي شهادات كبري، ولكن أحمد كان “مهمل ولعبي”، ولا يهتم بدراسته، وتكرر رسوبه في سنوات متتالية، ولم يبال بذلك.

[button color=”purple ” size=”big” link=”https://ict-misr.com/21541/” ]إقرأ أيضاً: “الراجل ده محترم”[/button]

وقبل بداية الاحتفالات بـ “المولد النبوي الشريف”، كانت العادات دائماً ان يذهب الأب الي بناته المتزوجات في الموسم بعلبة حلاوة المولد، ولكن هذا العام كانت الدروس ومصاريف رسوب أحمد، والملابس المدرسية قد أرهقت الحاج حامد مادياً، وفكر ابو أحمد وقرر وطلب سلفة من العمل فقالوا له انتظر حتي يوافق المدير.

وبعد ايّام إقترب موعد المولد النبوي الشريف، وطلب عّم ابو احمد السلفة مرة أخري، فقالوا له المدير لم يوقع عليها حتي الان، وتحدث مع زملائه في العمل بأنه في أشد الحاجة لهذا المبلغ حتي لايكون “شكله وحش جدا امام نسايبه وبناته وأزواجهم”، وهو دائم الحفاظ علي هذه العادة، وكان ابوأحمد مرتبكاً يفكر ولا يستطيع النوم ولا اﻻكل بسبب هذا الموضوع، ويدعو الله في صلاته ان يستره.

وفي اليوم التالي؛ اثناء تواجد الحاج حامد بالعمل محمل بالهموم والفكر نادي عليه رئيسه، وطلب منه ان يذهب لهذا العنوان ليحضر تحليل احد الأشخاص ، فقال ابو أحمد: “انا تعبان.. وده مش شغلي”، فقال له رئيسه في العمل: “اذهب يا ابو احمد وهامشيك اول ماتوصل بدري شوية”.

[button color=”purple ” size=”big” link=”https://ict-misr.com/20690/” ]إقرأ أيضاً: “أنا والعقرب”[/button]

ذهب ابو احمد، وأخذ العينات وذهب بها الي المعمل وأبلغ رئيسه وطلب منه الأذن للذهاب للمنزل كما وعده؛ فاعتذر له، وأبلغه بالانتظار للرجوع مرة أخري بالنتيجة لاهل المريض وسوف يعوضه عن ذلك وقت أخر.

وافق ابو احمد علي مضض، وانتظر وهو يدعو الله ان يستره ويحل له هذه المشكلة، واخذ نتائج التحاليل وذهب بها إلى منزل المريض.

وفى منزل المريض، وما أن أعطاهم النتيجة حتى  قالوا له: “انتظر دقيقة”، فظن انهم سوف يحضرون له “مشروب ساقع”، آو اعطائه  جنيه بقشيش، وبعد ٥ دقائق سمع زغاريد وصياح بالفرحة وأصوات تهنيء وتبارك، وعلا الصياح: “الف مبروك ياباشا”، وظهرت سيدة وقورة هى على الأرجح زوجة المريض، وقالت لأبو أحمد: “انت وشك حلو علينا، احنا نذرنا لله مبلغ لو التحليل طلع كويس، والحمد لله ربنا كرمنا بذلك”، وأعطته مظروف به مبلغ من المال أدرك أبو أحمد أنه مبلغ كبير من حجم المظروف، فشكرهم وابتسم وخرج مسرعاً، وتواري في جدار المنزل ليري كم يكون المبلغ، وهالته المفاجاة انه “٥٠٠ جنيه”، أى ما يوازي مرتبه في شهرين، فتهلل وجه فرحاً وهرول الي منزله..ونظر الي السماء وقال: “الحمد لله الذي سترني وأكرمني”..واتجه الي محلات “حلاوة المولد” وهو يتمتم بالحمد والشكر لله.

سلامة إبراهيم كاتب المجموعة القصصية

المهندس رامى إسحق

error: Alert: Content is protected !!