أخبار

خالد أبو المجد يكتب: لعنة القمــــة .. !!

الاستماع للخبر

“دوام الحال من المحال”، و”ما طار طير وأرتفع إلا كما طار وقع”، هكذا هى الحياة، وبإختصار شديد تتحقق هذه الأمثلة بحذافيرها فى مجال تصنيع الهواتف المحمولة والذكية.

مع بداية دخول تكنولوجيا الاتصالات المحمولة كانت هواتف باناسونيك تتسيد الموقف، وأزاحتها ألكاتيل لفترة، وسرعان ماتلاشت الأخري أمام سيطرة هواتف أريكسون، والتى لم تصمد بدورها طويلاً أمام هجوم موتورولا، خاصة عقب طرح هاتفها الصغير (V)، ثم تربعت نوكيا لسنوات على القمة، ومن ثم إنهارت فجأة وظهر العملاق سامسونج بديلاً عنها، ولم يلبث أن ترنح بدوره عقب مسلسل الفضائح وسلسلة الإنفجارات التى لاحقت هواتفه..واليوم تدور ملامح الانهيار فى فلك #هواوي بعد أن كانت على القمة، وكان إقتناءها يوماً ما حلم من أحلام المستخدمين.

ظلت هواتف هواوي حتى وقت قريب المفضلة لدي، وكانت عائلتى كلها تستخدمها بنصيحة منى، وكنت أتتبع أحدث إطلاقة لهواتفها بكل شغف، وعندما صدر قرار الرئيس الأمريكى السابق “دونالد ترامب” فى مايو من العام 2019؛ والخاص بمنع هواتف هواوي من دخول بلاده متهماً إياها بأنها تشكل خطراً على الولايات المتحدة الأمريكية من ناحية التجسس، ومثل هذا القرار بداية المشكلات بالنسبة للعملاق الصيني، إلا أن الثقة كانت تحدونى بأن هواوي ستنتصر فى النهاية..أو ربما كنت أتمنى ذلك.

للأسف..بعد حجب خدمات جوجل مع بدايات العام 2020 تسارعت الأحداث على غير المتوقع، تأثرت صناعة الهواتف الذكية من شركة هواوي بدرجة كبيرة، وتأثرت مبيعات موديلاتها الجديدة، حيث تراجعت في الربع الثاني من 2021، وسجلت مبيعاتها خلال الربع الثاني من العام 2021، أكبر تراجع ربع سنوي لمبيعاتها، بحسب “العربية نت”، مسجلاً انخفاضًا بنسبة 38٪، وفقًا لحسابات بلومبرج من أرقام النصف الأول التي قدمتها الشركة، وعاني مستخدمي الموديلات الحديثة منها من عدم كفاية التطبيقات الموجودة على منصة هواوي للتطبيقات (Huawei AppGallery)، وعدم وفائها لإحتياجاتهم.

على جانب آخر تأخر إطلاق خدمات الجيل الخامس 5G فى مصر، وبالتالى تساوت منتجات هواوي فى هذه الجزئية مع الهواتف الأخري التى إنطلقت فى منافسة غير مسبوقة من شركات أخرى لتثبت جدارتها بقوة وبسرعة مثل ريلمي ولينوفو وشاومي وإينفنكس، بل أصبحت هذه الهواتف هى المفضلة لدى فئة الشباب، من حيث الامكانات والسعر، مما أثر على مبيعات شركات عملاقة مثل سامسونج وأبل، وملئت هذه الشركات الجديدة الفراغ الذى تركته هواوي فى ملعب الهواتف المحمولة.

والحق يقال أن هواوي حاولت جاهدة إنقاذ موقفها، وحاولت تعويض تطبيقات جوجل بالشراكة مع شركات أخرى مثل  Tom Tomللخرائط، وسارعت بإبتكار منصتها الخاصة بها للتطبيقات (Huawei AppGallery)، إلا أنها لم تغن أو تسمن من جوع لتطبيقات جوجل وواتس أب..وفى النهاية أصبحت قمة السوق المصرية تتربع عليها الهواتف الأربعة السابق ذكرها، بالإضافة لحصة معلومة من هواتف أبل وسامسونج.

التاريخ يعيد نفسه..ومن هذا المنطلق وجب أن نحذر الشركات القريبة من إعتلاء قمة سوق الهواتف المحمولة..إحذروا من لعنة القمة.