أخبارالأرشيفمقالات

خالد أبو المجد يكتب: قرارات التصحيح

ict-misr.com/21982/%d8%a2%d9%89-%d8%b3%d9%89-%d8%aa%d9%89-4/" rel="attachment wp-att-21983">ict-misr.com/wp-content/uploads/2021/11/آى-سى-تى-3-scaled.jpg" alt="8" width="869" height="73" />

صديقان؛ عملا معاً فى مصنع متخصص للهواتف المحمولة بالصين، لم يلبثا أن قررا الإنخراط ولو مؤقتاً فى هذا المجال بعد ما سال لعابهم من الأرباح الكبيرة لهذه الصناعة، وتخمرت لديهم الفكرة فى إطلاق “براند” خاص بهما بدولتهم الجنوب أسيوية..هذا ماصارحنى به صديقى الخبير فى صناعة الهواتف المحمولة منذ قرابة 8 أعوام.

طارا الصديقان إلى الصين؛ وإنتقا بعناية الشكل المناسب الراغبين فى أن يكون ممثلاً للبراند الذى قررا إطلاقه، كان الإنتقاء قطعة تلو الأخرى من “علب” التصنيع فى الصين، على حسب رواية صديقى، “شاشة” من هنا و”مازربورد” من هناك، و”هيكل” من هنالك..حتى أتم الله لهم تجميع البراند المزعوم من كل حدب وصوب، وبقيت خطوة واحدة بعد تعليبه وتغليفه..تسويقه.

إختارا لهاتفهم إسم مقتبس من الشمس؛ وحزما أمتعتهم قاصدين “أم الدنيا”، وعقدا بالفعل مؤتمراً صحفياً موسعاً أعلنا فيه إطلاق هذا البراند من أرض الفراعنة، ليكون متاحاً فى سوق به أكثر من 100 مليون مستخدم للهواتف المحمولة، وبالفعل قاما ببيع عدد من وحدات هذا الهاتف لا أدرى عددها، وأعلنا عن الموديل الجديد الذى سيكون متاحاً خلال أسابيع..وأنفض المولد..!!

لم يتم طرح أى موديل جديد، ولم يتم إفتتاح أى مركز للصيانة أو خدمة للعملاء، بل وتم إغلاق مكتب هذه الشركة بعد شهور قليلة، وتسريح العدد الضئيل من الموظفين، وأنتهى هذا البراند، وضرب بعض مستخدموه رؤوسهم فى الحوائط، والبعض الآخر “شرب من البحر”، وأكتفى الصديقان بالثروة التى جمعاها خلال أسابيع ..وشكراً.

قصة موجعة، إلا أنها حقيقية، دروسها كثيرة، أولها أنها أثبتت بما لا يدعوا للشك أن السوق المصرية للمحمول تعد القبلة الأولى والمرغوبة لكل الشركات المصنعة للهواتف المحمولة فى العالم، وتقدر إستثمارات هذه القطاع فيها بمئات المليارات من الجنيهات، بدءً من بيع وحدات الهواتف وتجارة الإكسسوارات وصولاً إلى خدمات الصيانة وما بعد البيع، ومروراً بالعمالة فى كل مرحلة.

صناعة الهواتف المحمولة والذكية أصبحت كلمة السر المرتبطة بالصناعات التكنولوجية، وأستهوت أرباحها شركات كثيرة أملاً فى إختراق الأسواق الإستهلاكية الأكثر كثافة وعلى رأسها السوق المصرية، خاصة مع التوجهات الاستراتيجية للمجتمع الرقمى ورقمنة الخدمات، ومع تطوير الخدمات التعليمية والتى أرتبطت بالانترنت وشاشات التابلت، مما أدى إلى غزو غير مسبوق من عشرات الشركات -العملاقة إلى جانب مجهولة الهوية- حيث إختلط الحابل بالنابل، وأصبحت طرز الموبايلات الرديئة تخطف الأبصار ببريقها؛ وتنهب الأموال من جيوب المصريين، خاصة إذا كان سعرها فى المتناول.

الإنفراجة من هذا العبث والتلاعب والاستيراد العشوائي تكمن فى تنفيذ القرارات المصيرية التى أقرها الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية بعدم السماح بدخول أى بضائع غير مطابقة للمعايير الأوروبية بدءً من مارس الجارى، مما يعد ثورة لتصحيح أوضاع مغلوطة تغلغلت فى هذا السوق والقطاع لسنوات وسنوات، حتى لا تتكرر تجربة الصديقين السابق ذكرها.

[button color=”blue” size=”big” link=”http://” target=”blank” ]إقـــــــرأ أيضاً[/button]

[button color=”blue” size=”big” link=”https://ict-misr.com/22819/” target=”blank” ]خالد أبو المجد يكتب: كلمة السر[/button]

 

error: Alert: Content is protected !!