أخبارالأرشيفمقالات

بقلم رئيس التحرير: أفكار “البرعى” .. !!

8

فى نهاية الحلقة التاسعة من رائعة المبدع إحسان عبد القدوس الخالدة “لن أعيش فى جلباب أبى”، يتفتق ذهن الداهية عبد الغفور البرعى عن فكرة رهيبة، فى كيفية إقناع التجار المحتقرين له أنه أصبح ثرياً وقادراً على خوض أعتى المزادات بعد أن عثر على “كنز” فى أرضية غرفته، وأستخدم أسلوب “الشائعات” فى نشر الخبر كالنار فى الهشيم بين تجار “السبتية”.

الغريب فى الموضوع أن البعض صدق الشائعة، وآمن بها، وتعامل معها كأنها حقيقة، وكثيرون صرخوا بأنها أكذوبة، وتعجبوا من كون الناس مصدقة بل ومروجة لأكذوبة “البرعى”، وفى النهاية ربح “البرعى” وجنى ثمار الطبيعة البشرية المتشوقة لتصديق أى شائعة -حتى لو كانت خرافية- وأصبح مليونير من العدم.

تذكرت هذا الموقف عندما أصبح التريند هو “أبو الهول غمض عينيه”.. فما حدث بعد ذلك يشبه أفكار عبد الغفور البرعى إلى حد كبير، أكثر من 4600 زائر قام بزيارة منطقة الأهرامات وأبو الهول خلال أقل من 48 ساعة، من بينهم سائحين أجانب، مما يمثل زيادة نوعية فى معدلات الزائرين الطبيعية فى هذا التوقيت من العام تتجاوز 1000%.

شائعة صغيرة رصدتها الأعين ولاكتها الألسنة حول العالم أدت إلى زيادة ملحوظة فى واردات الدولة من القطاع السياحى، وكشفت هذه الشائعة قوة عاملين: الأول هو السوشيال ميديا التى لا بد أن نعترف أنها أصبحت محركاً هاماً وقوياً للرأى والتفكير فى العالم أجمع، والعامل الثانى هو مدى إهتمام العالم بالآثار المصرية والحضارة الفرعونية.

مما سبق يمكننا أن ندرك ببساطة أن أى تصرف؛ شائعة كانت أم حقيقة أم إختراع، يخص الحضارة الفرعونية المصرية، ويتم تسريبه عبر مواقع السوشيال ميديا سوف يؤتى ثماراً جيدة، حيث أن مصر تعد حالياً محور الإهتمام العالمى، سواء بخطواتها الواثقة والواثابة التى أذهلت العالم على كافة الأصعدة وجميع القطاعات؛ فى النمو الاقتصادى، أو فى التطور العمرانى الأخاذ الذى يخلب العقول، أو فى خطة تطوير منطقة الأهرامات 2030، والتى تعد معجزة بكل المقاييس حيث تم رصد أكثر من 100 مليار جنيه لها، وسيتم إنشاء “محور خوفو” بطول 10 كم وبعرض 600 متر ليصبح بذلك من أكبر الشوارع بالعالم بل وأعظمها..والمقاييس التى فاقت العالمية فى تطوير “طريق الكباش” ليست ببعيدة عنا.

كل مانحتاجه هو أفكار خارج كل الصناديق، للتغلب على الصعاب والمعوقات والأزمات الاقتصادية التى تضرب العالم شهراً بعد آخر، خاصة وأننا بالفعل أصبحنا نملك مقومات الانطلاق فى كافة القطاعات، من حيث البنية التحتية وفوق التحتية، والرقمنة التى أصبحت المرادف الفعلى للخدمات التقليدية القديمة، وتنمية الموارد وتعظيمها وعلى قمتها ضمان الغذاء فى الوقت الذى يتسوله العالم..كل مانحتاجه هو حزمة من الأفكار الشابة الطموحة.

error: Alert: Content is protected !!