أخبارالأرشيفمقالات

خالد أبو المجد يكتب: الصفوف الأخيرة ..!!

الاستماع للخبر

8

مطعم شهير، يحتل موقعا متميزا، تعاقد مع خيرة الطهاة، يقدم أشهى الأطباق وألذها، ورصد هامشا كبيراً للإستثمار..ومع ذلك لم يحقق الأرباح المرجوة، فبدأت رحلة التحقق من أسباب الخسارة.

بعد أن أشبع الخبراء منظومة العمل دراسةً وفحصً وتمحيصً، اكتشفوا أن المسؤولين عن المطعم أهملوا جانبا غاية في الأهمية في المنظومة؛ فلم يهتموا بموظفى إستقبال الزبائن والعملاء، وكذلك متخصصى تقديم الخدمات.

وكانت النتيجة عدم علم الزبائن المستهدفين بما ينتجه المطعم، وتراكم منتجاته بالمطبخ، ومن ثم خسارته وهجرة العاملين به..وكانت النهاية إغلاقه.

هذا المثال قريب الشبه لدرجة كبيرة من منظومة الصحافة المتخصصة، التى تقوم بمتابعة وتنسيق وعرض جهود القطاعات والوزارات الخدمية على المواطنين.

ولا يقتصر دور الصحافة المتخصصة -التى يفضل الفاهمون إطلاق إسم “شركاء النجاح” عليهم- على جانب طرح جهود قطاعات الدولة، بل ولهم دور معكوس لا يقل أهمية، حيث انهم لسان حال القراء والمواطنين، فعن طريقهم يتم نقل شكاوى وطلبات ووجهات نظر المستخدمين لأصحاب القرار، ولذلك نجحت الوزارات التى ادركت أهمية الصحافة “شركاء النجاح” ودورهم فى إنجاح منظومتهم.

وعلى النقيض مما سبق، أهملت بعض القطاعات والشركات دور الصحافة المتخصصة، وهمشت مجهوداتهم، ووضعت العراقيل أمام مهامهم وعملهم السامى، والزمتهم بالجلوس في “المقاعد الخلفية”، فما كان نتيجة ذلك إلا إنهيار الدور الخدمى وتضائل وجود هذه الكيانات وسط المواطنين..فكان ذلك درساً قوياً نراه ماثلا صوب أعيننا.

المنظومة بإختصار ياسادة لا تخلو من “شركاء النجاح”، مثلث ذو ثلاثة أضلاع لا رابع لهم، ضلع يقوم بالتنفيذ وتقديم الخدمات، وضلع يستفيد ويستخدم هذه الخدمات، وبينهم ضلع ثالث ذو أهمية بالغة؛ ينشر ويرصد وينوه عن هذه الخدمات ودورها فى خدمة المواطن والمجتمع، ويتلقى من جهة أخرى ردود الأفعال الايجابية أو السلبية لطرحها وعرضها على أصحاب القرار، وبالتالى يتمكن المستفيدين من الإلمام بجهود المسؤولين، ويدركون تفانيهم فى خدمتهم وقيامهم بجورهم الفعلى، ومن ثم يجلونهم ويشكرونهم.

وعن طريق هذا الضلع الثالث -الصحافة- أيضاً يتم متابعة ردود الأفعال من قبل أصحاب القرار لقراراتهم، فلا يجوز أن نقلل أو نهمش من أهمية دور الصحافة المتخصصة.