أخبارالأرشيفمقالات

بقلم رئيس التحرير: قلة من المبصرين ..!!

الاستماع للخبر

8

يبلغ سعر المتر المربع للأرض على خليج “سيدى عبد الرحمن”، فى الصف الأول والثانى على البحر قرابة 10000 جنيه، بمعنى أن عقار مساحته 900 متر مربع تبلغ تكلفة الأرض التى يقام عليها حوالى 9 ملايين جنيه، ومع إضافة سعر البناء والتشطيب وتوفير كافة الخدمات من كهرباء ومياه وغاز طبيعى وانترنت ووسائل الاتصالات وغيرهم من الممكن أن تتخطى حاجز الـ 20 مليون دون إضافة هامش الربح والاستثمار.

لذلك لابد ألا تعلو وجوهنا الدهشة عندما نسمع عن الأخبار التى تناقلتها وسائل الإعلام عن إنتهاء شركة “إعمار” من بيع كافة وحداتها “البالغة 300 وحدة” بقرية “مراسى” خلال اليوم الاول من طرحها، خاصة إذا أكتشفنا أن نظام البيع بالتقسيط بعد دفع 10% فقط من إجمالى المبلغ مقدماً.

ما أوقفنى حقيقة هى صورة المتزاحمين للحصول على هذه الوحدات، ليس عددهم؛ ولكن أعمارهم، فقد لاحظت أن الغالبية منهم شباب فى العقد الثالث من العمر، مابين الـ 40 والـ 50، فكيف تسنى لهؤلاء فى هذه العمر التى تعد صغيرة بعض الشئ أن يكونوا من أصحاب الملايين، وأى تجارة هذه التى تدر الملايين على أصحابها خلال عقد أو عقد ونصف من السنوات.

بالتأكيد هناك عدد لا بأس به يدير تجارة والديه أو عائلته، أو ورث ثرواتهم، لكن من المؤكد أيضاً أن منهم من استطاع بفضل سياسة الانفتاح الاقتصادى السوقى والطفرات والإختراعات والتطبيقات والصناعات التكنولوجية أن يحقق صعوداً مالياً بالملايين..بل ربما بالمليارات، أمثال الشاب المصري العبقرى مصطفى قنديل، مؤسس شركة النقل الجماعي “سويفل”، التي تجاوزت قيمتها مليار ونصف المليار دولار خلال خمسة أعوام فقط.

وكما جرت العادة أن يأخذ المبصرون بأيدى الأكفاء؛ فإن أمثال قنديل وشاكلته هم من أستهدفهم وأعنيهم بمقالتى هذه، حتى يكونوا هداة لغيرهم من الشباب الذين يتحسسون خطاهم فى رحلة حياتهم، ينعمون عليهم بخبراتهم التى إكتسبوها خلال فترات مكافحاتهم بالسوق، ويمنون عليهم بالدروس المستفادة، ويعلمونهم كيفية أستطاعوا أن يتلمسوا طريق النجاح وسط عتمة الظروف وإسوداد المعوقات..حتى يصبح لدينا أجيالاً من المبصرين من الشباب الناجح..بدلاً من كونهم قلة.