أخبار

خالد أبو المجد يكتب: “بيتر”..والرصاصات ..!!

8

خبر صغير قمت بنشره ظهيرة يوم من أيام الأسبوع الأول من يناير من العام 2018، يفيد بنية هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات “إيتيدا”، التوجه لإنشاء مركز عملاق للبيانات بمدينة برج العرب، فوجئت بعدها بمكالمة من مسؤول بإحدى الشركات الصينية العملاقة عن تفاصيل هذا الخبر وكيفية التواصل مع المسؤلين بغرض سرعة الانضمام من المستفيدين من هذا المشروع.

أثناء المهاتفة لم أكن أتخيل أن خبر بهذا الحجم سيكون له تأثير على توجه إستثمارات العملاق الصينى فى مصر، بل لم يخطر ببالى فى الأساس أن كتابتى هذه تلقى هذا الاهتمام ..ومن خارج الحدود.

وفى حادثة أخرى؛ تلقيت منذ قرابة 6 سنوات قبيل منتصف الليل بقليل، معلومة عبر الهاتف من مجهول، تفيد بسرقة مليون جنيه من حسابات دفاتر التوفير بالبريد، يقسم فيها هذا المجهول أن هذا الخبر “هيقلب الدنيا” فى الصباح، وينصحنى “نصيحة أخ” أن أسارع بالنشر.

لا أدرى لماذا ساورنى الشك فى هذه المعلومة التى يرفض مبلغى أن يعلمنى بإسمه، كما أننى فكرت للحظات فى وقع هذه المعلومة على ملايين المودعين من “البسطاء” الذين يفتقرون إلى الثقة فى البنوك، ويأتمنون على أموالهم “وشقى عمرهم” فى هذه المؤسسة الوطنية.

قررت أن أقطع الشك باليقين، وأن أقف على صحة أو كذب هذه المعلومة من المصدر الرسمى المسؤول، وبالفعل؛ هاتفت رئيس البريد وقتها -على الرغم من أن الوقت متأخر للغاية- وفوجئت برده: “أنا موجود حالياً فى مكان الإشاعة فى رمسيس، وكل اللى حصل خطأ فى حسابات العمل اليومى، وعند إعادة الحساب من جديد تم إكتشافه، ولا يوجد أى سرقات أو خلافه”.

سبحان الله؛ لولا قليلاً من التروى لكنت “خربت الدنيا” بإشاعة تؤثر على إقتصاد وطنى هام، وتضعنى تحت طائلة القانون، مصدرها حاقد حاقن مريض، كل أمانيه أن ينتقم من “هيئة البريد” لسبب يعلمه الله.

قالوا قديماً: “الكلمة رصاصة..إذا خرجت لن تعود، وربما جرحت أو قتلت أو أصمت أو أدمت”، وهذا بالفعل ماتثبته التجارب الحقيقية، لذلك أعتبر أن الكتاب والصحفيين والإعلاميين؛ كل من يقع على عاتقهم مهمة تثقيف وتبليغ البسطاء والمواطنين، أعتبرهم جنود فى جيش الوطن، وجب عليهم دراسة كتاباتهم جيداً قبل أن يكتبوها، ومراعاة كلماتهم بدقة قبل أن يتفوهوا بها، حتى لا تصيب أو تقتل، ومن ثم مسائلتهم على “رصاصاتهم” التى ترتد فى صدر الوطن، الذى أئتمنهم وخصص لهم صفوفه الأولى.

“بيتر”، صديق لى على موقع التواصل الاجتماعى “فيسبوك”، لا أعرفه ولا يعرفنى حقيقة، لكنى معجب بشدة بمصريته، هذا الشاب يبث يومياً الكثير من الأمل لمحبيه على صفحاته، يتناول الجانب الخفى عن الكثيرين بالأدلة، مشاريع ناجحة هنا وإستثمارات هائلة هناك، أخبار عالمية تتحدث عن النمر المصري القادم بقوة فى ساحة الاقتصاد، يفتح باب الأمل ونافذة الضوء ضد “رصاصات” الإعلام الأسود الذى كثر هذه الأيام لهثاً وراء المزيد من الأموال، كل التحية لك “Peter Hanna”.

 

 

 

error: Alert: Content is protected !!