أخبارالأرشيفتقاريرمقالات

“حسام خطاب” يكتب: سرقة وثائق أبل السرية: المخاطر الداخلية

مهندس سابق في شركة أبل، اتهموه البارحة بسرقة وثائق سرية تابعة لتقنية السيارات ذاتية القيادة، الاتهام جاء بعد خمس سنوات من فرار الموظف إلى الصين..وإليكم التفاصيل:

موظف سابق في شركة أبل أصدرت السلطات الأمريكية البارحة بحقه لائحة اتهام؛ بسبب سرقة وثائق سرية متعلقة بتقنية السيارات ذاتية القيادة، الموظف نفسه يعمل اليوم كمدير تنفيذي لشركة سيارات كهربائية ناشئة مملوكة للعملاق التقني الصيني Baidu.

الموظف اسمه Weibao Wang بدأ العمل لدى شركة أبل في عام 2016، واستقال من وظيفته في عام 2018، ما بينته التحقيقات أنه كان قد وقع عقد توظيف مع شركة أخرى في أمريكا تابعة لشركة صينية قبل أربعة شهور من استقالته.

بعد تركه العمل، اكتشفت أبل أن الموظف ولج إلى قواعد بيانات سرية قبل أيام من انتهاء توظيفه، استطاع الوصول إلى البرامج المصدرية وكافة وثائق التصميم والتخطيط، سرق آلاف الوثائق والملفات.

السلطات حينذاك فتشت منزله، وأخبرهم أنه ليس لديه نوايا لمغادرة أمريكا، وفي ذات ليلة التفتيش فر من أمريكا مستقرا به المقام في الصين، الموظف اليوم يشغل منصب تنفيذي في شركة Jidu المملوكة للعملاق الصيني Baidu.

وجهت له السلطات ست تهم، الموظف إذا دخل أمريكا، سيعتقل وسيواجه عقوبة سجن قد تصل إلى عشر أعوام لكل تهمة منها، مع غرامات مالية.

هي ليست المرة الأولى التي تكتشف فيها أبل تسريب بياناتها، في عامي 2018 و 2019، موظفان صينيان آخران اتهمتهما الشركة بسرقة البيانات السرية التابعة لمشروع السيارات ذاتية القيادة، لحسن الحظ، قبضت عليهما السلطات قبل فرارهما، أما الثالث استطاع الإفلات من قبضة السلطات، وحط به المقام في الصين.

مشروع السيارات ذاتية القيادة تعمل عليه أبل بسرية منذ عام 2015، مع أنها لم تفصح رسميا عن خطتها وأهدافها، الأخبار تتحدث عن أن الشركة تجمع بيانات الشوارع من خلال سيارات مزودة بحساسات منتشرة في بعض ضواحي كاليفورنيا، وفي المقابل، شركة Jidu الصينية أعلنت رسميا أن سيارتها الأولى ستطرح رسميا في الشهور القادمة.

من الصعب فصل القصة عن التجاذبات السياسية بين كل من أمريكا والصين، والتنافس التقني المحموم بينهما، القصة تكررت ثلاث مرات مع شركة أبل بموظفين مختلفين، والقاسم المشترك بينهم جميعا أنهم صينيون، على أية حال، قد يكون من الأهمية الانتباه إلى درسين:

القصص الثلاث تؤكد على ضعف إجراءات شركة أبل في إدارة المخاطر الداخلية، في المرة الأخيرة، الموظف وصل إلى قواعد بيانات سرية وسرق محتوياتها، واكتشفوه بعد فوات الأوان؛ علما أن الموظف كان قد وقع على اتفاقية حفظ السرية NDA قبل تعيينه.

هذه الوثائق لا شك أنها عالية الحساسية لشركة أبل، ويكفي أن ننتبه إلى حقيقة طرح السيارة الصينية قبل سيارة شركة أبل، هل استغلت الوثائق المسروقة في إنتاج السيارة الجديدة؟ محتمل، بل محتمل جدا!

عند استقالة الموظفين، الخطر الأكبر يرتبط بالصلاحيات على الأنظمة والبيانات، وعواقب استغلالها إما للإضرار بالشركة أو الاستفادة منها لاحقا في العمل الجديد.

بالإضافة إلى الضوابط التقنية، مهنية الموظف وأخلاقياته لعلها من الضوابط التي لا خلاف عليها، هي ممارسات موجودة، والمشاهدات عنها لا تتوقف..بالمحصلة، المتضرر الأهم سرية بيانات الشركة وتسريبها.

المهندس رامى إسحق

error: Alert: Content is protected !!