فى زمن “الذكاء الاصطناعى” الأمر غاية فى البساطة؛ بضغطة زر واحدة تستطيع أن تحصل على أية معلومة تطلبها أو تحتاجها، بل ويمكنك أيضاً أن تحصل على المراجع والمصادر التى تؤكد المعلومات التى طلبتها..ولكن ياترى ما مدى صحة ودقة هذه المعلومات..؟
الزميلة الإعلامية سناء عبد الوهاب فجرت مفاجأة من العيار الثقيل عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك” عندما نشرت تغريدة مفادها أن الـ (AI) نسب ملكية شركات مصرية كبيرة إلى دولة أخرى، بل وأسهب برنامج المحادثة الريبوتى الشهير (Chat GPT) فى سرد معلومات دقيقة عن نشأة ورأسمال الشركتين.
ماسبق يدق جرس الإنذار بقوة نحو القادم، فمع إنتشار إستخدامات برامج الذكاء الاصطناعي والروبوت نجد الحاجة ملحة فى تدقيق المعلومات -خاصة التى تخص الهوية المصرية والعربية- فى وقت تتضاءل فيه نسبة المحتوى والمساهمات العربية على شبكة الانترنت وتكاد لا تتعدى 5% من المحتوى الاجمالي.
الأجيال الحالية والقادمة تعتمد التكنولوجيا فى كافة أمورها؛ ومن المنتظر أن يصبح الـ AI هو المعين الرئيسى والأوحد فى استقاء المعلومات، وبالطبع فى “عصر السرعة والرقمنة” الذى نعيشه فلن يكون هناك وقت للتأكد وتقصى الحقائق خلف هذه المعلومات، بل وستصبح معلومات الـ (Chat GPT) هى أساس المصداقية، وما عداها فهو الزيف والكذب.
تغريدة الزميلة الإعلامية تضع التساؤل عن مصدر معلومات الـ AI يطفو على السطح، من يغذى برمجيات الذكاء الاصطناعي بالمعلومات والحقائق والتاريخ، وكذلك هل مصدر هذه المعلومات يتسم بالشفافية والمصداقية والحيادية، وهل يتم التغذية بهذه المعلومات بعيداً عن الاهواء الشخصية والتوجهات السياسية أو العرقية أو غيرها..؟
كل ذلك يجعل المسئولية على كاهل علمائنا ومهندسينا ومبرمجينا، ويحتم عليهم وعلى المسئولين عن الملفات التكنولوجية فى مصر والأمة العربية أن يتابعوا بكل جد صحة ودقة المعلومات المتداولة عبر برامج الذكاء الاصطناعي لحظة بلحظة، فقد يؤدى إغفال أو إهمال معلومة صغيرة فى تغيير أو تزييف تاريخ بأكمله، كتشويه فى حدود خريطة على سبيل المثال قد يحتاجه البعض فى وقت ما لتأكيد سيادة على أرض ما، أو مياه إقليمية أو منابع ثروات وغيرها.
المسئولية كبيرة تجاه أجيالنا القادمة، مع إنتشار الأمية الثقافية والغزو الالكترونى الكبير الذى يتعرضون له، وإستسهال الحصول على المعلومة من على شبكة الانترنت التى يتضائل المحتوى الخاص بنا عليها، حتى لا نجد أنفسنا أمام جيل لديه عقائد ومعلومات مغلوطة زرعها داخله أعداء فى الخارج أو الداخل..نعلمهم أو لا نعلمهم.
