
كعادتى أشاهد مسلسلات شهر رمضان الكريم تباعاً طوال العام، لاننى لا استطيع كغالبية الناس إلتهام الجرعة “المسلسلية” الضخمة التى يتم إطلاقها فى الموسم الرمضاني.
حظى السيئ ساقنى لمشاهدة مسلسل “ستهم”، الذى قال عنه كثيرون انه “رائع ورهيب”..ولا أدرى كيف او اين هذه “الروعة او الرهابة”..باختصار يمكن إطلاق إسم “النكد الاهبل” على هذه الدراما المسماة “ستهم”،
بداية هذا المسلسل لا يمت بصلة لأى من قصص الكفاح القديرة النسائية المصرية التى تم سطرها بحروف من ذهب في سجلات التاريخ، كما تم تصوير الحياة الصعيدية فى المسلسل كأسوا مايكون، وإليكم تعليقاتى:
١- لا ادرى كيف قبل نجم بحجم ومكانة إياد نصار هذا الدور الباهت الماسخ فى المسلسل، ومن ضئالة الدور وضعفه أعف عن سرده أو الحديث عنه.
٢-بطلة المسلسل النجمة الكبيرة “روجينا” لم تفعل شيئا طوال حلقات المسلسل سوى الصراخ و”التكشير” والوعيد، والتحدث بأساليب لا تليق بالصعايدة، ولا يطلقها إلا الغجر وعديمى العائلات ومعدومى الاصول..وكذلك إستمرت فى الهروب من بلدتها واخواتها..ولا ادرى من أقنع المؤلف والسيناريست واخيرا المخرج أن ذلك يمكن أن يحدث في “الصعيد الجوانى” ويمر مرور الكرام.
٣- زوج روچينا يموت فى بدايات المسلسل بطلق نارى، وسبحان الله “لا فيه تحقيق ولا دياولو” كأنه “كلب وراح”، فلا “بوليس يحقق”، ولا “نيابة تدقق”، ولا شيء من هذا القبيل، وزيادة فى “الحرقة الدرامية” تشهد “ستهم” مصرع ولدها بعده فى حادث “بلدوزر” بالصدفة البحتة، وتحلق “ستهم” شعرها -بس بصراحة ماكياج الشعر والصلعة حلو بس بايت- وتكمل الحكاية ببنتها الوحيدة التى ينساها السينارست والمؤلف والمخرج وطوب الارض فى الحلقات النهائية للمسلسل.
٤-من المفترض أن احداث المسلسل تجرى في محافظة قنا بالصعيد الجوانى، فتم عمل “مسخ” للحياة في الصعيد، سواء من طبيعة الحياة او اللهجة التى جاءت بعيدة كل البعد عن اللهجة الصعيدية..بل ولا تمت لها بصلة.
٥- جاهد المؤلف والسيناريست ومن بعدهم المخرج ليوجدوا سببا للحبكة الدرامية دون جدوى للأسف، ولذلك طاشت بهم الأفكار فظلوا ينقلون بطلتهم دون سبب من بلدة إلى أخرى -دون الإفصاح ولو بإشارة- عند وجهتهم، بإختصار “أى عك علشان التطويل وخلاص”.
٦- وإنطلاقاً من المبدا السابق ذكره -التطويل- تم الزج بقيثارة المدح النبوى وعميد المداحين الشيخ ياسين التهامي فى السياق الدرامي بشكل مبالغ جدا فيه، حتى فقد وجوده شغف المتابعة لدى المشاهدين، وللأسف أصبحت فقرته المكررة -دون سبب درامى- فى أغلب الحلقات مملة.
٧- وأيضا على ذكر الشيخ ياسين التهامي فبحسبة بسيطة تم تكرار تواجده في المقدمة ومتن الدراما فى حوالى ٩٠% من الحلقات، فإذا طرحنا من كل حلقة ٥ دقائق ظهر فيها الشيخ نجد ان المحتوى الدرامى للمسلسل يفقد ساعتين ونصف.
٨- وبالتبعية ظهرت شخصية “عچايبى”؛ ذلك الاسم الذي لم أسمعه طيلة حياتى فى قرى الصعيد، ولا أدرى من اين تفتقت قريحتهم عليه، وأغلب الظن أنه من الأسماء التى تشتهر بها بعض عائلات الاقباط القديمة.
٩- ذلك العچايبى -الذى أتقن النجم الكبير أحمد الرافعي- شخصيته، لم يكن له أى “ثلاثين لازمة” فى المسلسل، ولو تم حذف دوره ما تأثر السياق الدرامي “بتعريفة”.
١٠- وعلى نفس النسق ظهر النجم الكبير جميل برسوم فى دور الدكتور حماد رزق، وهنا إسمحوا لى ان أقف كثيرا وليس قليلاً..فإختيار الأسماء فى المسلسل تمثل أعجوبة أخرى، الدكتور حماد ظهر فى المسلسل بشخصية طبيب مسيحى، مع إن إسم حماد من الأسماء الدارجة لدى المسلمين ونادرا ما يسمى به المسيحيين، وكان من الاسهل أن يتم اختيار اسم مسيحى مشهور مثل جرجس أو بطرس أو دانيال أوغيرهم، فعلى أى أساس وقع الاختيار على هذا الاسم بالتحديد..ولماذا؟
١١- مازلنا مع الدكتور حماد رزق، الذى أصر المخرج اللوزعى على إظهار تفاصيل لوحة مكتبه المكتوب عليها: “أ.د/ حماد رزق .. أخصائي الباطنة”.. سبحان من أبدعه ..الجهل فى أبهى صوره.
١٢- ومازلنا أيضاً مع شخصية الدكتور حماد، والذى ظهر مع زوجته وإبنه الطبيب الذى “سحلنا” السيناريت معه في قصته من الدراسة إلى التخرج والسفر إلى الإسكندرية والتعرف إلى إحدى زميلاته، وقصة حب واهية ركيكة باهتة تنتهى بلا سبب او ملامح كما بدأت كذلك، والأغرب ان حياة الدكتور حماد ايضا تنتهى دون ان يحدث اى تلامس بينه وبين بطلة القصة، بمعنى ان الدكتور وزوجته وابنه وزميلته وصديقتها وصديقه..٦ شخصيات لم يكن لهم أى لازمة، وأغلب الظن أن المخرج “حشرهم” لسبب “فى نفس يعقوب”.
١٣- شخصيات أخرى لم يكن لها أى أهمية؛ بركات، محروس، مصطفى، زبيبة، شعبان، سمير، بوسى “الابنة”..وغيرهم.
١٣- النجمة سلوى عثمان..إسمحى لى: بإختصار شديد دورك متكرر وليس به أى جديد.
١٤- أفضل نجوم العمل على الإطلاق النجم السورى جهاد سعد، برافو ونخلع القبعة إحتراما لأدائك الرائع، هداف المسلسل.
١٥- برافو النجمة عايدة فهمى التى برعت فى دور “ام بركات”، وأنا مينشيكوفا التى قامت بدور الفتاة الروسية، كنتى متقنة تماما لأبعاد الشخصية..اداء يحترم.
١٦- الشخصية المحورية الأساسية التى شاركت في البطولة -رماح- تم “عجن” نهايته و”سلقها وطبخها” لينتهى دوره بشكل غريب وعجيب وغير مفهوم يتفق تماما مع هذا العمل الدرامى العجيب..سمك لبن تمر هندي.
١٧- حتى لا أطيل عليكم؛ فباقى الشخصيات ليس لها داعى، وكان يمكن الاستغناء ببساطة عن تواجدهم “وتوفير أجورهم”، كما كان من الممكن أن نختصر هذا “العك التلفزيوني” إلى حلقة او حلقتين على الاكثر.
١٨- فى النهاية أسأل الله عز وجل أن يسامحنى على الوقت الذى أضعته فى متابعة هذا العمل التلفزيوني، لينضم إلى قائمة طويلة من امثاله، منها مسلسلات: “المشوار، موسى، بحر، جمال الحريم، الكبريت الأحمر، سلسال الدم.. وغيرهم”.