أخبارالأرشيفمقالات

دماغيات ابو المجد: “كلب العمدة” .. !!

الاستماع للخبر

عارفين المثل الشعبي القديم اللى بيقول: “كلب العمدة مات فكل الناس راحت تعزى فيه، ولما العمدة نفسه مات ماحدش راح يعزى فيه”، المثل ده شفته بعينيا فى عزاء المرحوم الدكتور سامح سليمان رئيس قطاع الشئون الدولية السابق بالهيئة القومية للبريد المصري.

وصلت لمكان العزاء، فى شارع متفرع من شارع مصر والسودان الشهير بالقبة، العزاء كبير وفخم ويليق بمكانة وشخصية الفقيد العزيز، كلن التوقيت بين صلاة المغرب والعشاء، وللأسف لم اجد سوى حماه وثلاثة أشخاص فقط، قلت فى نفسى يمكن المعزيين وأصدقائه في العمل هيكونوا موجودين بعد العشاء.

اذن المؤذن لصلاة العشاء د، ذهبت للصلاة في مسجد “حسان بن ثابت” القريب من المكان، وبعد الصلاة عدت إلى العزاء لأجده على حاله كما تركته..خاوى بدون معزيين.

بصراحة شديدة فوجئت بموقف زملاء الفقيد فى العمل والحياة، على حد علمى انه كان إجتماعياً إلى درجة كبيرة، وكنت أتوقع أن يكون العزاء ممتلاء بمن قضى بينهم قرابة ثلاثين عاما.

من حوالى اربعة ايام كان هناك موقف متميز ومشرف لموظفي هيئة البريد، حيث قاموا بتجميع مبلغ ١٠٧ الف جنيه لسداد عجز فى عهدة زميل لهم، وتم ذلك فى ساعة او ساعتين على الأكثر، حتى انهم اعادوا مبلغ ١٠ آلاف جنيه لاحد المتبرعين لان المبلغ زاد عن الحاجة.

الناس اللى عملت كده مع زميلهم اللى على قيد الحياة ووقفوا معاه في أزمته، الناس دى نفسها محدش فيهم فكر إنه يروح عزاء المرحوم سامح سليمان وتركوا العزاء فاضى، للاسف بصراحة موقف تعبنى نفسيا جدا.

كل اللى محتاج اقوله ان الواحد مش بيكون عارف قضاء الله هييجى إمتى، الشخص بيبقى حاطط امله كله فى الناس اللى بيعزهم وإنه لو حصل له حاجة فالأشخاص دول هما اللى هيكملوا مشواره ومشوار اللى سايبهم وراه، بيكون فاكر إن احبابه فى الحياة هيكملوا مسيرة الحب بعد وفاته..للاسف مفيش حاجة من دى حصلت.

بإختصار شديد الدنيا دوارة..او بمعنى تانى: “الدنيا حجرة وصالة”، والنهاردة عندى بكرة عندك ..ولا ننسى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: عن عمرِو بنِ حزمٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم: “ما من مُؤمنٍ يُعزِّي أخاه بمصيبةٍ إلَّا كَسَاه اللهُ من حُلَلِ الكرامةِ يومَ القيامةِ”.