أخبارالأرشيفتقاريرمقالات

خالد ابو المجد يكتب: البريديون VIP .. !!

الاستماع للخبر

الساعة تقترب من الثالثة فجراً؛ كنت وصديقي أيمن، رقيب الشرطة الذى يعمل بإدارة الموسيقات التابعة لوزارة الداخلية نستمتع بإحدى حفلاته بدار الأوبرا المصرية، بعدها ركبنا ميكروباص متجه الى شارع جسر السويس حيث يقع منزلى، على بعد أمتار أوقفنا تمركز شرطى “كمين” عند مدخل ميدان التحرير، وطالبنا الشرطى بالأوراق الثبوتية، فبادره أيمن: “انا زميلك”؛ فى لحظتها اشار الشرطى للسيارة بالمرور والإنصراف إكراماً لزميله “صديقي” وملوحا له بالتحية.

موقف آخر صادفنى عندما ذهبت لدفع فاتورة المحمول في آخر يوم مهلة، ووجدت مركز خدمة العملاء بمصر الجديدة مزدحما للغاية، همست لأحد الموظفين طالبا الاستثناء لدفع فاتورة فقط، فما كان منه إلا ان رفع صوته: “يعنى هوه انت أحسن من الناس دى كلها ؟”؛ ألجمتنى كلماته ونظرات العملاء، وأحسست أنهم على وشك أن يفتكوا بى، فأنسحبت فى هدوء جهة باب الخروج، إلا أن يبدأ أمسكت بكتفى: “إيه الحكاية..قولى”، سألنى مدير الفرع: “رقم حضرتك كام؟”، أجبته؛ فرد سريعاً ومتعجباً: “حضرتك VIP..يعنى ماتقفش طابور ولا تأخذ دور..تدخل على طول”..!!

كل ما سبق وغيره كثير من الأمثلة يعنى أن هناك استثناءات من منطلق التكريم للزملاء فى التعامل وتقديم الخدمات..إلا فى “هيئة البريد”.

منذ ايام قرأت لأحد موظفي البريد تغريدة يمدح فيها زميله في أحد مكاتب البريد، حيث ذهب الأول إلى المكتب ليقضى خدمة معينة، ووقف فى الدور فى الطابور، وعندما وصل إلى الشباك وعلم الموظف الثاني انه “إبن الهيئة” قال له: “مقلتش ليه..ومكنتش وقفت في الطابور”.

موقف يشكر عليه هذا الموظف، ولكن ياعزيزى لو تم ماطلبته لمزقكم العملاء، واشاعوا ان الفساد والمحسوبية انتشرت في البريد؛ وربما ألصقوها بالحكومة والدولة ككل، والحكايات الشبيهة لا تعد ولا تحصى..هذا لأنه لا يوجد تصرح صريح بأن أبناء هيئة البريد لهم معاملة خاصة VIP فى مكاتب هيئتهم.

هذا ما أدعوا اليه، وأطالب القائمين على سن قوانين التعامل بـ “الهيئة القومية للبريد” وممثلى النقابة العامة للعاملين بها إلى إصدار مثل هذا التصريح بصورة ملحة، بإستثناء موظفي البريد الحاليين والسابقين من الطابور والدور، وقضاء خدماتهم فورا .. حتى يكون “للنبى كرامة في وطنه”.