أخبارالأرشيفمقالات

خالد أبو المجد يكتب: شبكة عنكبوتية عربية

الاستماع للخبر

فى ظل القوة والهيمنة التى أظهرتها الوسائل التكنولوجية فى الآونة الأخيرة على المستوى العالمى، وكيف أن التكنولوجيا وتطبيقاتها ووسائل التواصل الإجتماعى أضحت قوة لايستهان بها يبرز حلم إنشاء شبكة عنكبوتية عربية للإنترنت تحقق الوجود التكنولوجى على الخارطة الدولية ويحمى الأمن المعلوماتي أمراً ملحاً بشكل كبير، بعد أن باتت الخصوصية والأمان المعلوماتى مفتقداً ومستباحاً على الشبكة العنكبوتية الدولية.

كما إن هذا الحلم يحقق دخلاً وعائداً نحن في أمس الحاجة إليه، خاصة مع تناقص معدلات الطاقة، إضافة إلى عائدات معنوية لاتقدر بثمن تتمثل فى تضخيم حجم المحتوى الإلكتروني العربي وزيادة معدلات السياحة والتجارة الإلكترونية..وليس المقصود هنا الانفراد العربى بشبكة خاصة للإنترنت لأنه شيء غير واقعي وغير قابل للتطبيق العملي، ولكن من الممكن التفكير في صناعة شبكات بديلة أو موازية.

كذلك برزت الحاجة الملحة إلى أن يتم توجيه الاستثمار العربي إلى صناعة المحتوى على الشبكة العنكبوتية، خاصة وإنه مع تضائل حجم التمثيل العربى فى المحتوى على شبكة الانترنت تظهر مشكلة أخرى أكثر تعقيدا وتتمثل فى عدم دقة ومصداقية هذا المحتوى، حيث يتجه المدونون إلى نقل الحقائق والمعلومات تبعا للأهواء الشخصية والتوجهات العقائدية والاجتماعية.

وكذلك لابد من وضع الأطر المنظمة والحاكمة لنوعية المحتوى العربى الذى يتم إضافته لشبكة الانترنت العالمية، حيث أن الكثير من المواقع التي تعد ضمن المحتوى العربى على شبكة الانترنت تعتبر تافهة أو غير مفيدة – إن لم تكن ضارة – بالنسبة لزائريها من مستخدمي الانترنت، بل وتعطى صورة سيئة عن المحتوى العربي بصفة عامة أو عن مقدميها، الأمر الذي يجعل المعلومات الحقيقية أو المفيدة تضيع داخل هذا الكم الكبير من المعلومات المغلوطة مما يجعل الأمر أشد سوءاً ويتطلب تكاتف الدول والجهات والمنظمات والمتخصصين لتنقيح هذا المحتوى العربي وتصحيح مفاهيمه وتدقيق معلوماته.

وكذلك من الضرورى الاهتمام بالصناعات فى شكلها الإلكتروني مثل السياحة، والتسويق، والتجارة الإلكترونية، نظراً إلى إن حجم هذه الصناعات فى تزايد مستمر، والاستثمارات الواردة عن طريقها ضخمة عبر شبكة الإنترنت، ومن الممكن أن تعمل على تعويض النقص الحادث فى مجالات أخرى إضافة إلى إمكانية توجيهها لدعم الميزانية العامة للدولة، وضرورة نشر الوعي الإلكتروني للنشأ وللأفراد والشركات والمجتمعات التي تستخدم شبكة الإنترنت، نظراً للحاجة الماسة إلى النهضة والإبداع والنضج المعلوماتي للوصول إلى مستوى مرضى من حماية وأمن المعلومات.