أخبارالأرشيفحكوميةشركاتمقالات

خالد أبو المجد يكتب: الرقمنة الزائفة..!!

الاستماع للخبر

هناك تقنية جديدة وحديثة إبتدعتها الشركات تسمى الـ “روبوت”، هذا الروبوت يقوم بإستخدام تكنولوجيات الذكاء الاصطناعى بالعديد من الوظائف بديلاً عن الموظفين البشريين بشكل الكترونى عبر الانترنت، مثل الرد على تساؤلات العملاء واستفساراتهم الكتابية عبر المواقع الالكترونية للشركات والمؤسسات، بل وبالفعل يعمل على حلها وإنجازها..ولعل أشهر الروبوتات هو “سيلا” الخاص بهواتف آيفون، و”ذكى” الذى إبتدعته إحدى المؤسسات المالية.

بعض الشركات الخاصة عمدت إلى إستخدام تقنية الروبوت للتعامل كتابياً مع العملاء، وحققت بالفعل نجاحات كبيرة فى عصر التغيرات التكنولوجية الذى نعيشه، حيث يتم إنجاز المهام لحظياً وبأقصى سرعة..وهو المطلوب بالفعل، وبعض الشركات والمؤسسات الحكومية أيضاً حققت نفس النجاحات على مواقعها الالكترونية، ومن هذه الشركات “المصرية للاتصالات”.

بعض المواقع الالكترونية لهيئات وجهات أخرى حكومية أغلب الظن أنها تعاقدت مع روبوتات “مضروبة” أو “صناعة يدوية” تحت السلم كما يقولون، ليس لديها أى فكرة عن شئ يسمى “الذكاء الاصطناعى”، أو “إختارت الأرخص”.

الغرض الاساسى من إستخدام الروبوت هو السرعة، إلا أننى – وعن تجربة شخصية- قمت بزيارة صفحة موقع إحدى الجهات المختصة بالمرافق، فرحت عندما وجدت على الموقع روبوت للرد، طلبت منه رقم الدفع الالكترونى الخاص بى؛ سؤال عادى وطبيعى جداً، إلا أنه يبدو أن سؤالى أوقع الروبوت فى “حيص بيص”، حيث أن إسبوعاً مضى ولم يجيب الروبوت على سؤالى حتى الآن، وأشفق عليه بصراحة من المشقة التى يبذلها، فأعتقد أنه لازال “يدور ويبحث فى أنحاء المعمورة” على إجابة لسؤالى حتى الآن.

هذا عن الموقع الالكترونى العقيم الذى تم إنشاؤه على ما أعتقد “علشان العين” فقط، أما “تطبيق المحمول” التابع لذات المرفق فحدث ولاحرج، التطبيق صمم لإدخال قراءات العداد الخاص بالمرفق وإرسالها بدلاً من الاعتماد على مندوب؛ غاية نبيلة فى العصر الرقمى، أنت تسجل القراءة وتضغط لإرسالها، وتعطيك إشارة أنها تم إرسالها، لكنها فى الحقيقة لا قراءة ارسلت، ولم تغادر هاتفك المحمول أى بيانات، ولم تصل إلى “أى حتة”، وكأنك لم تفعل شئ..وتتراكم عليك الاستهلاكات بمنتهى البساطة.

أأكد مجدداً:”إعط الخبز لخبازه”..لدينا قطاع كامل مختص بالتقنيات والتكنولوجيات، حبذا لو إستعنا بوزارة الاتصالات وخبرائها فى تصميم وتنفيذ المواقع الالكترونية لهذه الجهات الحكومية والتطبيقات الذكية والاشراف عليها بدلاً من هذه “الرقمنة الزائفة”.