أخبارالأرشيفمقالات

دماغيات أبو المجد: نقطة الانكسار..!!

الاستماع للخبر

فيه حاجة فى الفيزياء إسمها “نقطة الانكسار”؛ ومعناها إن لو جبنا عمود من معدن معين وقمنا بثنيه هيفضل يطاوعنا لغاية لما يوصل للحظة اللى المعدن عندها بينكسر أو مش بيكون قادر إنه يرجع لوضعه الأصلى..هى دى بالضبط نقطة الانكسار.

كل البشر برضو عندهم نقطة إنكسار، كل إنسان فينا يقدر يستحمل حاجات كتير جداً، ويتعرض لضغوط كبيرة وصعبة..ويتحملها، ويعدى، ويسامح، ويطنش، لغاية لما بتيجى لحظة معينة بيكون خلاص “وصل لآخره”، بينفجر، وبيطيح فى كل حاجة وأى حد، ومش بتكون فارقة معاه فى اللحظة دى، وعادة بعد اللحظة دى مش بيرجع زى قبلها..بيتغير فيه حاجات كتيرة، وبيكره كل الحاجات اللى وصلته لنقطة الانكسار.

أنا شخصياً وصلت لنقطة الانكسار أكتر من مرة، فى المرحلة الثانوية فيه مرة كنت فى بيت الشباب فى الاسماعيلية، مع فريق “مديرية الشباب والرياضة بالقاهرة”، الصبح الادارة لقيت لوح زجاج مكسور وإتهمونى أنا وحاتم صديقى فى كسره، وفضلت أحلف لهم إنى مكسرتش حاجة، وهما مصرين يودونا للقسم، فى اللحظة دى إنفجرت فيهم، وتحولت لشخص مش هامه حاجة خالص، والموضوع كبر لدرجة إنه وصل للمحافظ المحترم “د.عبد المنعم عمارة” وقتها فى البيت، اللى أمر إن السكرتير الخاص بتاعه يروح لنا ويراضينا ويوصلنا بعربته الخاصة للقاهرة معززين مكرمين.

والمرة الثانية كنت عند الدكتور أنا ومراتى، بنتابع أول حمل ليها -شهد- والدكتورة أخرتنا جداً، ولما وصلّت مراتى للمنزل وجريت على الشغل وصلت متأخر، حكيت لهم عن سبب تأخرى واللى كان غصب عنى، وهما لم يتفاعلوا معايا، وتم خصم اليوم ليا، فى اللحظة دى برضو إنفجرت فيهم كلهم، وشتمت، وماهمنيش حد ولاحاجة، من يومها بدأت رحلتى مع دواء الضغط حتى الآن.

خلاصة القول؛ ماتحاولش تضغط على اللى قدامك بشدة، راعى دايما إنك ماتوصلهوش لنقطة الانكسار، لما تتناقش معاه متقفلش عليه كل الأبواب علشان لا يضطر لكسر الحائط للخروج، وساعتها مش هتعرف ترجعه تانى لحضنك، دايماً سيب له باب مفتوح، لأنه لو لم يجد منفذ هيخترع مخرج له، وساعتها هتفقده للأبد..وزى ما الحكمة بتقول: “كسب القلوب أفضل ألف مرة من كسب المواقف”.

علشان كده تم إختراع أساليب للعتاب والنقاش..حتى الخصام والزعل له أسس، إزعل براحتك بس لا تبيع، عاتب بس بدون أن تجرح، ناقش من غيرتطاول، حتى لو خاصمت خصامك يكون من غير فجور وتجريح وفضائح..خلى دايماً فيه مركب ممكن تركبه لو حاولت ترجع تانى، واحتفظ بخريطة الرجوع معاك.

مفيش حاجة بتدوم، حتى اللى بينهم ثأر ممكن يرجعوا يتعايشوا تانى مع بعض، غلّب دايماً رغبتك فى البناء مش فى الهدم، ناقش للإصلاح مش لإثبات وجهة النظر، تغافل -شوية- علشان الحياة تمشى..المهم متوصلوش بعض لنقطة الانكسار.