أخباراتصالاتالأرشيفمقالات

خالد أبو المجد يكتب: الفرصة الذهبية..!!

الاستماع للخبر

حملة غير مكتوبة؛ ودون سابق إتفاق؛ أطلقتها الشعوب العربية والاسلامية لمقاطعة منتجات الشركات الداعمة لإسرائيل تعاطفاً مع أهالى فلسطين المدنيين العزل الذين يستهدفهم الكيان الصهيونى بلا هوادة ولا رحمة ولا تفرقة بين الرجال والشباب ولا الأطفال الرضع والنساء.

هذه المقاطعة أدت إلى خسائر بالمليارات لشركات عالمية عملاقة خاصة فى السوق المصرية، ووصلت هذه الخسائر حتى الاسبوع الماضى 15 مليار دولار لشركة واحدة، وأنخفض سهمها فى بورصة نيويورك من 115 دولار قبل شهرين إلى 95 دولار، مما أدى إلى تقليص أعمالها فى الأسواق المقاطعة لمنتجاتها.

“بعض الفرص لا تأتى مرتين”..هكذا تقول الحكمة القديمة؛ ففى ظل هذه الخسائر للشركات العملاقة العالمية؛ وتقليصها لأعمالها تولد “فرص ذهبية” للشركات المصرية المحلية، التى عانت من قبل من إستحالة منافستها للشركات العالمية، وأرتضت أن تقبع فى القاع لتعيش على الفتات القليل الذى يسقط من أعمال الشركات الكبرى..هذه الفرصة لا أعتقد أنها ستستمر متاحة طويلاً.

إحدى شركات المياه الغازية المصرية -تأسست منذ أكثر من 100 عام- جاءتها الفرصة على طبق من ذهب، وبالفعل بدأت فى توسيع أعمالها وإنتاجها، وزادت مبيعاتها خلال 3 أشهر بنسبة 325%، وتلقت 15000 طلب توظيف، إلا أنها حتى الآن لم تستطع أن تغطى إحتياجات الجمهورية كلها بعد تضائل مبيعات المنافسين وخلو السوق لها تقريباً.

شركات أخرى -يمكن معرفتها عن طريق البحث على الانترنت- متخصصة فى الاتصالات والتكنولوجيا وتصنيع الهواتف الذكية من الداعمين للكيان الصهيونى، يمكن كشفهم والاستغناء عنهم بإستخدام المنتجات المصرية المصنعة محلياً.

البعض يرمى إلى أن المقاطعة أدت إلى تسريح عمالة مصرية من هذه الشركات، كما أنها أدت أيضاً إلى إنخفاض الاستثمار الأجنبى وموارد العملة الصعبة؛ ولى فى هذا الأمر رأى أراه مصيباً..أولاً: أكثر من 90% من مكاسب الشركات العالمية كانت تخرج خارج مصر وبالتالى فإن الاستفادة المالية من هذا الدخل لايعود علينا بالنفع المرجو، وثانياً: زيادة إنتاجية الشركات المحلية وتوزيعها يمكنه أن يستوعب العملة التى تم الاستغناء عنها من قبل الشركات الأجنبية..بل ويتيح فرص عمل أخرى، وثالثاً: مكاسب الشركات المحلية القائمة يؤدى إلى إثارة شهية رواد الأعمال للإنطلاق فى فتح شركات أخرى وبالتالى تعظيم الاقتصاد والناتج القومى، وأخيراً: أرجو دعم الشركات المحلية بكافة الطرق، وأتمنى أن تستغل هذه الشركات الفرصة الذهبية المتاحة حالياً.