أخبارالأرشيفمقالات

حسام خطاب يكتب: “ليس كل مايلمع ذهباً”

الاستماع للخبر

ألغي مؤخرا مؤتمر افتراضي للمطورين لانسحاب أكثر من نصف المتحدثين، سبب الانسحاب إدراج صور لمتحدثات على أجندة المؤتمر، والصور كانت مزيفة ومصنوعة بوسائل الذكاء الصناعي.

التفاصيل: مؤتمر DevTernity بدأ في عام 2015، وكان يعقد في لاتفيا سنويا، وفي آخر ثلاثة أعوام، صار مؤتمرا افتراضياً، وكان متوقعاً تسجيل حضور حوالي 1300 شخصا من حول العالم.

القصة بدأت في آخر الأسبوع الماضي، عندما نشر متابع تقني اسمه Gergely Orosz على حسابه في منصة X اكتشافه لمتحدثات مزيفات على موقع المؤتمر الرسمي.

استطاع Orosz تمييز ثلاث متحدثات مزيفات؛ صورهن ومسمياتهن غير موجودة واقعا وإنما ابتدعها الذكاء الصناعي، واحدة منهن اسمها Anna Boyko تعمل في شركة Coinbase، بحث أكثر، ووجد أن هذا التصرف امتد على مدار بضعة أعوام سابقة من دون أن يلحظ أحد.

التحليلات اتفقت على أن السبب هو إضفاء لمسة التنويع على المتحدثين، ولكي لا تقتصر قائمة المتحدثين على الذكور، فكلما تنوعت القائمة وشملت ذكورا وإناثا، نجح المنظمون في جذب متحدثين على سوية عالية، بعض المتحدثين يهتم بهذا الجانب حتى يتلافى أي اتهامات إعلامية سلبية ممكنة.

المؤتمر في هذه السنة كان مقررا عقده في الأسبوع الأول من شهر ديسمبر الجارى، وقد نجح المنظمون في استقطاب متحدثين من شركات عالمية مثل جوجل وأمازون، والراجح أن استقطابهم كان مقابل أجر، أما المؤتمر فتكلفة حضوره للشخص الواحد بلغت 870 دولار.

بعد انكشاف الحيلة، أكثر من نصف المتحدثين انسحب، وثار المتابعون على المنظمين، ولضيق الوقت وللضجة الإعلامية المصاحبة لغى المنظمون المؤتمر.

المنظمون لم ينفوا، وبينوا أن صور المتحدثات المزيفات كانت نسخاً تجريبية وضعت بالخطأ على الموقع بعد اعتذار متحدثات حقيقيات، وتأخر إزالة الصور لعطل تقني أصاب الموقع.. وكما يبدو، الحجة لم تقنع بعض المتحدثين والمتابعين، وآثروا الانسحاب مما أدى إلى انهيار وإلغاء المؤتمر.

التحقيقات لم تتوقف هنا، موقع Media 404 ادعى أن حسابا تقنيا مشهورا على الإنستجرام اسمه Coding Unicorn كان يظهر أن صاحبته مؤثرة تقنية، ما تبين أن هذا الحساب على الأرجح يديره خلسة احد منظمي DevTernity، وإن لم يكن يديره، فله تأثير مباشر على محتواه.

المؤتمر كان ناجحاً فيما مضى، وخطأ هذا العام قد يكون وضع حدا لمسيرته تلك، المنظمون أرادوا جذب متحدثين على سوية عالية، فأوهموا المتابعين بأسماء وشخصيات نسائية مزيفة، وانكشفت حيلتهم ، ولعلها ارتدت عليهم بأكثر وأسرع مما توقعوا.

الصور كانت مزيفة ومصنوعة بوسائل الذكاء الصناعي، وهذا يسوقنا إلى نقاش أوسع حول ثقتنا الرقمية في كل ما نرى ونسمع عبر الإنترنت، بعض أهل المجال كانوا سباقين في إساءة استخدام الذكاء الصناعي وفي مؤتمراتهم المفترض أنها تدفع عجلة الابتكار والبحث، فكيف يكون الحال مع غيرهم؟.. قس هذه القصة على ما قد يصادفك رقميا هذه الأيام، فليس كل ما يلمع ذهبا.

م. حسام خطاب

المهندس رامى إسحق