أخبارالأرشيفمجتمعمقالات

دماغيات أبو المجد: “الجنة” .. تجربة الكون..!!

الاستماع للخبر

ماذا يحدث لو عاش الإنسان في”جنة” على الأرض”، لايعانى ولا يقاسى ولا يشغل باله شئ من مأكل أو مشرب أو ما شابه، سؤال قراته في قصة، فأعجبتنى، ورايت ان أنقلها لكم وأشارككم فيها..وإليكم القصة العجيبة:

تعني كلمة يوتوبيا (Utopia) مكان خيالي يعيش فيه المجتمع في ظروف مثالية نتيجة العدالة والمساواة فى المعيشة الاجتماعية والاقتصادية أشبه بـ “الجنة”.

كان العالم الأمريكي جون كالهون يبحث عن إجابة لسؤال يؤرقه: “مالذى يحدث لو عاش الإنسان في”جنة” على الأرض” ..؟، ولذلك قرر أن يقوم بتجربته التي تعد واحدة من أكثر التجارب المرعبة والغريبة في تاريخ العلم والتي درست سلوك مستعمرات الفئران في حال البذخ والترف..وأطلق عليها إسم “تجربة الكون”.

بدأ كالهون تجربته بوضع مجموعة من الفئران في مكان أطلق عليه “الجنة” ووفر لهم كل الموارد.

قام كالهون بإزالة جميع تحديات البقاء التي يمكن أن يواجهها الفئران، حتى أطلق على المكان الذي يعيش فيه الفئران تسمية “الجنة “، ثم وضع مجموعة من 22 ذكراً و 22 أنثى من الفئران في قفص كبير مزود بالطعام والماء والبيئة المناسبة للتكاثر.

في البداية ازدهرت المجموعة، ونما عدد السكان بسرعة، إلا أنه بعد مرور 315 يوم ورغم الطعام الوفير والأمان الدائم والمساحة الواسعة وكل شيء يحلم به الفأر البسيط، بدون الخوف من الافتراس أو الموت من الجوع بدأت الاضطرابات تظهر، وبدأت حالات التزاوج والتكاثر بالتناقص بشكل كبير.

‏عندما بلغ عدد الفئران 600 ظهر بينهم التسلسل الهرمي، أو مايعرف بـ “الهيكيكي موري”، أو الميل للإنعزال، كذلك بدأت نفسية ذكور الفئران في الانهيار.

وكنتيجة لذلك بدأت الفئران الكبيرة في مهاجمة باقي المجموعة، وتخلت إناث الفئران عن دورهن في حماية أنفسهن وصغارهن، وملن إلى إظهار العداء تجاه صغار الفئران.

تغيرت فيسولوجية الإناث بشكل كبير لدرجة الانعزال عن الذكور وعدم وجود الرغبة في التزاوج، وإنخفضت حالات الولادة بشكل حاد جداً، وفى نفس الوقت ارتفع عدد وفيات الفئران حديثي الولادة بشكل كبير.

وأصبح كل اهتمام الفئران -خاصة الإناث- هو النوم والأكل فقط، وتزامن هذا الشيء مع ظهور “طبقة جديدة” من الفئران مكون من ذكور “جميلة وجذابة المظهر”، اي بمعنى مظهر خارجي صحي وجذاب بشكل كافي لجذب اناث الفئران..لكن الغريب في الأمر أن هذه الطبقة الاستثنائية من الذكور “الجذابين” رفضت التزاوج مع الإناث.

ومع مرور مزيد من الوقت وصلت نسبة حدوث حالات الولادة إلى 0%، وحتى التزواج بين الذكور والإناث اختفى نهائيًا..وحدثت ظاهرة غريبة جداً، حيث انتشر اللواط بين “الذكور الحسنة المظهر” بشكل كبير، وأيضًا انتشرت ظاهرة أكل الفئران لبعضهم البعض على الرغم من وفرة الطعام والشراب..وفي النهاية انتشرت بينهم الأمراض النفسية والشذوذ وأكلوا لحم بعضهم وقتلت الأمهات أطفالهن حتى انقرضوا جميعًا. 

ورصدت التجربة أنه تم ولادة آخر فأر في التجربة بعد مرور عامين من بدايتها، وفي عام 1973 ماتت جميع الفئران في تجربة الكون..والمدهش فى الآمر ان “كالهون” قام بتكرار التجربة 25 مرة، وفي كل مرة كانت النتيجة ذاتها.‎

نشر جون كالهون عام 1973 نتائج التجارب التي قام بها في الخمسينات والستينات، وما تقود إليه فيما لو توفرت الظروف المثالية للكائن الحي مع الاكتظاظ السكاني وزوال التحديات مثل نقص الموارد والافتراس والأمراض.

‏‎‎‎والفائدة انه كما قال تعالى فى سورة الشورى:

صدق الله العظيم