أخباراتصالاتالأرشيفمقالات

خالد أبو المجد يكتب: قاطعوا “سبيروسباتس”..!!

الاستماع للخبر

رغم حداثة سنه، وضحآلة ثقافته، وندرة معلوماته، يصر وليدى “محمد”، ذو الثمانية ربيعاً على مقاطعة منتجات الشركات التى تدعم الصهيونية، وحرفياً ينصب لى “محاكمة” حامية الوطيس إذا إشتريت أحد هذه المنتجات يوماً..ويبادرنى: “لماذا تشترى إحدى هذه المنتجات رغم علمك بخلفيتها وغضب ابنك؟.

يفتش محمد عن مشروب “سبيروسباتس” المصري فى كل مكان، ويسأل عنه “موج البحر وفيروز الشطئان”، ومنذ أيام تصادف مرورى بـ”ميدان رمسيس”، وفى أحد الاكشاك رأيتها، فرحت، ودخلت فوراً إلى البائع أسأله: “4 سبيروسباتس، كم تريد؟”، فإذا به يطلب ضعف السعر الحقيقى.

بالطبع رفضت الشراء، وتسائلت: “كيف تترك شركة كبيرة مثل سبيروسباتس منتجاتها “سداح مداح” فى براثن “جشاعة” التجار دون رقابة على أسعارها، أو متابعة، مع العلم أن تصرفات هؤلاء تجعل المستهلك يعف عن الشراء..بل ومن الممكن أن يكون سبباً فى مقاطعة سبيروسباتس؛ خاصة فى ظل الانخفاض الحاد فى المنتجات المنافسة التى تم مقاطعتها.

على جانب آخر يمكننى ببساطة ان انعت بعض رجال القطاع الخاص المحليين بالغباء برضا نفس وسكينة قلب، والسبب أنه اتيحت لهم الفرصة على طبق من ذهب لاقتحام سوق به ١١٠ مليون مستهلك نهم، فجاة اصبح فارغاً ومتعطشاً لمنتجاتهم، ومشجعاً وداعماً لها، ولكن بالطبع أضاعت دراسات الجدوى والتريث والتفكير العميق والمتأنى فرص ذهبية عليهم.

المقاطعة لن تستمر للأبد، لابد أن نقتنع بذلك، وحتما ستنهار يوما، وربما يأتى هذا اليوم أسرع مما نتخيل، خاصة مع فقدان تطوير الجودة ومتابعة العرض والأسعار، وعندها ستحدث أموراً يحددها السوق وحده، فالشركات التى توسعت فى انتاجها دون تطوير للجودة ستنهار أمام المنافسة العالمية العائدة، خاصة وأن الأخيرة وعيت الدرس تماماً وأعتقد أنها لن تسمح بتكراره، كما أن المنتجات المحلية التى تركتها الشركات دون متابعة لضبط لأسعارها ستعود إلى المربع صفر قبل حدوث المقاطعة.

إذا حدث ذلك فعلى هذه الشركات إنتظار كارثة من الحجم الثقيل، فالتوسع الغير شامل للجودة والمتابعة سينقلب على الضد، والاستثمارات التى تم ضخها فقط لزيادة الانتاج ستذهب أدراج الرياح، والبنية البشرية التى تم أستقطابها لمواكبة الطلب الزائد ستصبح عبئاً لابد التخلص منه..كارثة كبيرة على جميع الأصعدة.

أتمنى أن تنتبه الشركات التى وضع فيها المصريين ثقتهم ودعمهم إلى ماسبق ذكره، وأن يعوا تماماً أن المصريين شعب ذواق ناقد صاحب رأى وقرار، وإذا لم يتم مراعاة ذلك من الممكن أن يطلق دعوات لمقاطعة “سبيروسباتس”.