أخباراتصالاتالأرشيفمقالات

خالد أبو المجد يكتب:  مولد وصاحبه غايب .. (2-2)

الاستماع للخبر

حسناوات أربع؛ تنطق ملامح العروبة الأصيلة من وجناتهن، تبعث أجسادهن الممشوقة بنبضات الأنوثة المفرطة، تنسدل خصال شعرهن لتخفى جانباً من نظرات تتصنع الحياء، ثيابهن المزركشة تشف عن محاسن أجسادهن، كل مليحة منهن ذات مذاق من الجمال يختلف كل الاختلاف عن الأخريات، إلا أن القاسم المشترك بينهن هو “بروز البطن” الواضح والظاهر أسفل الملابس لينم عن حمل فى شهوره المتقدمة..وجملة غريبة مكتوبة بالعربية: “هيا أسرع فزوجاتك فى إنتظارك وتشتقن إليك”..!!

تخيلوا..هذا بالضبط مقدمة إعلان عن لعبة الكترونية على متجر (جوجل بلاى)، يتنافس فيها اللاعبين (ويمثلهم شباب بملامح وملابس عربية) على الزواج بأكبر عدد من النساء، ويقتتلون فيما بينهم لنيل أكبر عدد من (الجوارى)..ومن المفترض أن يقوم الأطفال والشباب بتنزيلها والخوض فى ملاعبها بين صرخات الأطفال ونحيب النساء.

ولعبة أخرى كنت قد كتبت عنها سالفاً؛ تحكى قصة قصيرة حزينة لزوجة (مطرودة) هى ورضيعتها من بيت زوجها بعد أن استحوزت (غانية) على قلبه وعقله، تسير فى طريق مظلم ممطر لتصل إلى بيت مهجور تستظل فيه من البرد والرياح، وعليك أن تساعدها فى التدفئة والسكنى والمعيشة، فى رواية تشعل فتيل الاحتقان لدى النساء ضد الرجال.

هذه الألعاب وغيرها أكثر قبحاً وإثارة ينظر اليها الأطفال والشباب فى هواتفهم الذكية بلهفة وترقب شديد ويحدقون فيها بامعان ممزوج بنظرات الاعجاب والانبهار ويتسمرون أمام شاشاتها لنصف ساعة أو ساعة أو حتى لساعات تصل حتى الإدمان عليها، هذه المشاهد تتكرر تقريبا في أغلب المنازل ولدى العائلات سواء المنحدرة من طبقات اجتماعية ميسورة أو متوسطة أو حتى محدودة الدخل، هذه الألعاب التى تغزو عقول أبنائنا وبناتنا، ويتربى عليها أطفالنا وعلى القيم التى ترسخها فيهم، هذه الألعاب الالكترونية تدس السم في العسل؛ حيث يتشرب الابناء منها ثقافة الغاب وإنحدار الآداب والقيم الأخلاقية والدينية، وإعتياد الإنحلال والفسوق والشذوذ، وإتباع العادات الأجنبية المنحرفة المخالفة لعاداتنا الشرقية المتأصلة دون قدوة أو رقابة سواء من أصحاب القرار التكنولوجى أو الآباء.

هذه الألعاب ترمى إلى تحقيق أهداف مرعبة على المدى الطويل، لتنتج جيلاً تربى على أخلاقياتها التى تبيح قيماً وعادات محددة، وبالفعل نتعرض حالياً للموجة الأولي منها تحت مسميات مثل (المساكنة)، و(المثلية)، و(الأمهات العازبات)، و(تبادل الزوجات)..وغيرها.

السادة الخبراء وأصحاب القرار التكنولوجي فى وطننا العربى: نتوسل إليكم، نحتاج إلى “شرطة تقنية” تعمل كحائط صد لحماية النشء من الهجمات السيبرانية التكنولوجية، نحتاج (فلتر) تقنى حكومى لتنقية الفضاء الالكترونى من هذه الهجمات التى تستهدف أبنائنا وأبنائكم..فهم رعايانا الذين سيحملون أمانة الوطن ومسئوليته غداً.