أخباراتصالاتالأرشيفمقالات

خالد أبو المجد يكتب: علموا أولادكم صناعة “التعهيد”

الاستماع للخبر

فى العام 2020، أعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، فى إحصاء رسمى لها، أن عدد المدارس الرسمية للغات على مستوى الجمهورية 3243 مدرسة، يدرس بها 1297926 طالب وطالبة، كما أعلنت الوزارة أيضاً أن عدد المدارس الدولية إرتفع إلى 815 مدرسة، أما عن المدارس الخاصة، فقالت البيانات أن عددها يزيد عن الـ 11 ألف مدرسة، تضم قرابة 100 ألف فصل تعليمى، ويدرس بها قرابة 3 ملايين طالب وطالبة.

البيانات السابقة تشير إلى تنامى منظومة التعليم المعتمد على اللغات الأجنبية، وترصد بشكل مبدئى الطاقة البشرية الشبابية المصرية الصاعدة والواعدة، ممن يمتلكون إضافة إلى لغتهم الأم (العربية) لغة واحدة أخرى أجنبية أو أكثر، مما يعنى أننا أمام جيل قادم من السهل جداً أن يتم توجيهه للعمل بمجالات تصدير الخدمات التكنولوجية التى تدر عوائد عظيمة سواء للفرد أو المؤسسة العاملة بها..أو لخزينة الدولة.

ما أقصده هنا بـ (صادرات الخدمات التكنولوجية) هو “صناعة التعهيد”، والتى تعنى تقديم الخدمات التكنولوجية لحساب الغير عبر الدول، بإستخدام شبكات الانترنت، وهذه الصناعة بلغ حجمها عالمياً أكثر من 320 مليار دولار سنويًا فى العام 2022، تستحوذ الولايات المتحدة الأمريكية على النصيب الأكبر من هذه الصناعة بواقع 160 مليار دولار، وتليها إنجلترا بنصيب 38 مليار دولار، فى الوقت الذى تستحوذ منطقة الشرق الأوسط على 5 مليارات دولار فقط، ولذلك فمصر لديها فرصة عظيمة للنمو في هذا المجال خاصة مع توافر الفرص المتاحة.

هذه الصناعة من الصناعات كثيفة العمالة، يبلغ حجم العمالة فيها بمصر 100 ألف شخص فى 2022، أى أن التوسع فى إنتشارها من شأنه أن يؤدى أيضاً لإتاحة الآلاف من فرص العمل الاضافية.

وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أكد مراراً أن صناعة التعهيد من الصناعات الهامة التى تمثل ركيزة أساسية فى استراتيجية وزارته التى تهدف من خلالها إلى التوسع فى الأسواق الخارجية، وتنمية الصناعة بشكل منهجى ومنظم من أجل زيادة الصادرات الرقمية والمنافسة عالمياً، كما يشدد أصحاب الشركات المحلية أو الأجنبية على أهمية وضع استراتيجية تشمل رؤية كاملة حول صناعة التعهيد من أجل تحقيق أهداف الصناعة.

بقى دور الأشخاص أصحاب الثقافة التكنولوجية ذاتهم فى التوعية بأهمية هذه الصناعة بين ذويهم، وكيف أن الاهتمام بها من الممكن أن يحدث تغييراً مذهلاً فى حياة الفرد والمجتمع، خاصة مع تفوق ونبوغ البنية البشرية المصرية بشهادة الآخرين فى هذا المجال.