أخبارالأرشيفتقاريرمجتمع

فى عيد الحب: العشق على الانترنت..وهم وهروب وخجل وضعف فى الثقة

الاستماع للخبر

فى عصر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أصبح “الحب الالكترونى” واحدا من أكثر الـ “بنود” بحثا على شبكة الانترنت، وفى تقريرنا التالى نرصد “الحبّ على الانترنت” بين الايجابيات والسلبيات..فكثيرون أحبوا من خلال الإنترنت، وكثيرون أيضا اكتشفوا إنخداعهم بذاك الحب إما نتيجة كذب الطرف الآخر وتجمله، أو نتيجة بناء الحب على أوهام، أو نتيجة كثرة الخيانات على الإنترنت.

البداية

شاب يحادث أكثر من فتاة، والفتاة تحادث الكثير من الشباب، وقد تعجب اليوم بشاب وتعجب بغيره غداً، فالخيارات كثيرة طالما الحب إفتراضى إلكتروني، والتعارف مفتوح ولا حدود له، وفي النهاية ترتبط تلك الفتاة بعريس يطرق باب بيتها ويرتبط ذاك الشاب بابنة عمه أو خاله.

الكذب في الشبكة العنكبوتية كثير ومنتشر ولا حدود له لعدم وجود أي رادع، فإن غاب في الواقع الرادع الديني أو الأخلاقي فهناك رادع الخوف من اكتشاف الكذب سريعاً نتيجة التعامل المباشر مع الآخرين، وهذا الرادع غير موجود في الشبكة العنكبوتية مما يجعل للكذب فيها بيئة خصبة وغنية للإنتشار.

بالطبع هناك من نجحت علاقته مع الطرف الآخر واستمرت وانتهت بالإرتباط والزواج لكن هؤلاء الاشخاص، لايمكن إطلاق صفة الحب عن طريق الإنترنت عليهم، لأن تعارفهم جاء من خلال الإنترنت، وإنما التعامل المباشر ومن خلال الواقع هو من جعل علاقتهم تنجح وتستمر.

الأسباب

تتعدد أسباب لجوء الكثيرين الى الحب الافتراضى، فالبعض يجد في الانترنت تسلية مجانية من كلّ النواحي، الكذب فيها ليس له ثمن، فمنهم من يلجأ إلى انتحال شخصيات مزوّرة، أو إلى مضاعفة الشخصيات، وإبتكار حديث ليس له أية صلة مع الواقع.

يحذر علماء الطب النفسى من خطورة الثقة بهؤلاء المتعارف عليهم إفتراضيا، خاصة فيما يخص المعلومات والبيانات والصور الشخصية، وكذلك البوح بأرقام الهواتف خشية إستخدامها بصورة سيئة في مواقع مشبوهة أو تجارية.

ويؤكد خبراء علم النفس أن هناك فئة تلجأ الى وسيلة “الحب الافتراضى” على الانترنت هربا من الحقائق التى  يواجهها عندما يسلك نفس الطريق فى العالم الواقعى، فهناك يتحدث من دون خجل، يقول ما يشعر به أو يتمناه، أمامه مجموعة من الأسماء يمكنه اختيار ما يشاء منها من دون أية اعتبارات أخرى، مما لا يشكل أى عوائق نفسية متوقعة.

المساوئ

فى الحب الافتراضى يحاول كل طرف التجمل وإدعاء المثالية، والإعتماد على ما يقوله الآخر فقط، وكذلك بناء الانطباع فى حب الآخر على طريقة كلامه وأفكاره فقط دون النظر الى المظهر أوطريقة التعامل في الواقع والحياة الإجتماعية، والبيئة، بالإضافة إلى إختلاف أفكاره وصفاته بين النظريات على الإنترنت والتطبيق العملي في الواقع .

فى المجتمعات العربية والشرقية تلجأ الفتاة أحيانا الى العالم الافتراضى نتيجة عدم تمكنها من الخروج وعمل صداقات حقيقية، أما الشباب فمعظمهم ممن يفتقد الفرصة فى إيجاد عمل، او هؤلاء الذين يعملون أو يدرسون خارج أوطانهم فيمضون اغلب أوقاتهم على الإنترنت كي لا يختلط مع الواقع.

النهاية

يؤكد خبراء الطب النفسي أن مرور الوقت ونسيان كل طرف ما أخبره للطرف الآخر في بداية تعارفهم، تعجل ببداية ظهور المشاكل واتضاح الصورة، وتظهر الاختلافات الواضحة في المبادئ والأفكار، كما إن البعد وعدم التعامل الواقعي وطول الفترة دون ظهور نهايات واضحة واقعية يعجلان أيضا من انهيار هذا الحب الالكتروني.

وهناك أسباب الكترونية أيضا تتسبب في هدم عش الحب الافتراضى، كأن يفقد احد الطرفين القدرة على الاتصال نتيجة قطع شبكة الانترنت أو بطئها، أو نسيان كلمة السر ورمز الدخول إلى الموقع، مما يجعل من الأسهل البحث عن حبيب آخر.