أخبارالأرشيفمقالات

“دماغيات” أبو المجد: فى البلــــد (2)

الصاروخ والكلوب

الاستماع للخبر

 أذكر إن التيار الكهربائي دخل قريتنا تقريباً فى بداية ثمانينات القرن الماضي، قبل كده كانت الاضاءة المعتادة داخل المنازل بـ “الصاروخ” اللى هوه عبارة عن “لمبة الجاز”، اللى بتتعمل من عبوات المبيد الحشري “البيروسول”، وتعبأ بالكيروسين ويوضع فيها شريط فى المنتصف..وطبعاً حدث ولا حرج عن كمية الدخان اللى بيطلع أثناء الاستخدام واللى لايتناسب مطلقاً مع كمية الاضاءة المتواضعة جداً منها واللى بالطبع لاتصمد ثوانى أمام أى تيار هواء.

وفى بعض منازل الأثرياء كانت الاضاءة بـ “الكلوب”، واللى مش عارفه يبص فى الصورة اللى جاية، وده كان مصدر الاضاءة القوية البيضاء الوحيد قبل إستخدام الكهرباء، وكانت “الرتينة” بتاعته بيحيط بيها غطاء زجاجي يحميها إلى حد ما من تيارات الهواء، وبيستخدم وقود “الكيروسين وأحياناً “البوتوجاز” اللى مش بيطلع دخان زى لمبة الجاز..فكان إختراع كبير لايمتلكه الكثيرين.

الكلوب

فى الشارع كان سلاح الاضاءة هو “الكشاف” اللى طبعاً بيحتاج “بطارايات” بإستمرار، علشان كده كان إستخدامه عند الضرورة فقط، وكان فيه حاجة غريبة جداً: القمر لما بيكون بدر أو قريب من كده بتكون إضائته كافية جداً للرؤية فى الشارع..سبحان الله.

الرتينة

طبعاً البلد إتغيرت بالكامل حالياً عن الفترة اللى بأحكي عنها، فمثلاً زمان كانت البيوت بتتبنى من الطين اللبن، وبيستخدم الطين فى لصق الطوب ببعضه، وبيتعمل المحارة من الطين المخلوط بـ “التبن” اللى هو كسر قش القمح، والأرض بتتبلط برضو بالطين..يعنى الحياة كلها كانت طين فى طين.

السقف كان فى غالبية المنازل بيتعمل من “فلق النخل”، اللى هوه عبارة عن القطع الطولي لساق النخل، بيتم وضعه بالترتيب كدعامات للسقف، ويتم رص “جريد النخل” فوقه بشكل عرضي، وبعد كده يتحط فوقه طبقة سميكة بعض الشئ من الطين المخلوط بالتبن..ومن هنا يبدأ جزء من الحكاية.

المسافات والفراغات اللى بين “فلق النخل” اللى فى الأسقف دى كانت مرتع خصب وملاذ آمن للزواحف أمثال العقارب والثعابين وغيرها، واللى كانت برضو بتكون موجودة فى شقوق الحوائط وأسفلها، ويحلو لها الخروج ليلاً لإصطياد فرائسها.

كانت زوجة عمي رحمهما الله تقول لى بإستمرار: “حاجة غريبة جداً..والله ياخالد مش بنشوف الحاجات دى طول السنة، ولا تخرج بإستمرار كده إلا عند حضورك، مش عارفة إيه الرابط بينها وبينك”، بعد المعلومة دى بدأت ألاحظ وأتأكد فعلاً إن هذه الزواحف لاتخرج أو تظهر بهذه الكثرة إلا فى الأماكن اللى بأكون موجود فيها، وربطت ده بكونى من مواليد برج العقرب، زوجة عمي صرحت كذا مرة: “نفسك بيجيبهم”، مش عارف الحقيقة إيه، بس بصراحة حتى هذه اللحظة مش قادر أعرف إيه السبب الحقيقي..ونبدأ بقى نحكى المواقف الكثير اللى صادفتها مع هذه الزواحف المرعبة..يتبـــــع.