أخبارالأرشيفمقالات

“دماغيات أبو المجد”: فى البلـــد 4

العيد فى البلد

الاستماع للخبر

من الخامسة فجراً وحتى العاشرة أو الحادية عشرة صباح أول أيام العيد؛ فقط هى ساعات العيد فى البلد فى ثمانينات القرن الماضي، ولا يختلف الأمر شيئاً سواء العيد فطر أم أضحي.. اللهم إلا كمية “اللحوم” المطبوخة على الغذاء.

يبدأ العيد فى قريتنا بعد صلاة الفجر، حيث يرتدى الكبار والصغار ملابس العيد الجديدة -أو الغير جديدة المغسولة والمكوية- والظهور بها فى شوارع وأزقة القرية عقب الصلاة، الكبار يرتدون الجلابية الصعيدي المعروفة والمشهورة، والأطفال قد يرتدون أيضاً جلاليب أو زي أفرنجي “قميص وبنطلون”.

السمتان المميزتان لأيام العيد عن غيرها من الأيام العادية هما البمب والبلالين، فيستخدم الأطفال البمب للتعبير عن فرحتهم بالعيد، وينفخون البلالين -ودى ليها حكاية كبيرة وغريبة أقصها عليكم فى الثريد.

أمام دوار عائلتنا فى قريتنا يوجد مسجد العائلة، يحيط به من جانبين رصيف كبير وعالي يسمى “التليتوار” أي الرصيف بالفرنسية، وهذا أيضاً له حكايات طويلة نوالي ذكرها، فهو الملتقي الرئيسي لمجلس رجال القرية لراحتهم بعد القيلولة وسهرهم وسمرهم بعد المغرب والعشاء، وعليه يتم تدمير الحسنات من كثرة الأحاديث فى خلق الله والذنوب والغيبة والنميمة.

شبيه بالتليتوار

بعد صلاة فجر أول أيام العيد وخروج الكبار والصغار بالزي الجديد يظل التحاور على التليتوار حتى موعد صلاة العيد التى تنتهي خطبتها بعد 5 دقائق على الأكثر، ليبدأ بعدها فعاليات العيد، فيتبادل الرجال أطباق الترمس والحمص والفول النابت، وكذلك قرون الفول السوداني النئ -بيحبوا ياكلوه كده سبحان الله، مش عارف إيه السبب اللى مش بيخليهم يحمصوه- ويظل الوضع كذلك لمدة ساعة أو ساعتين، بعدها يذهب الرجال إلى منازلهم ليبدلوا ملابسهم، ومنهم من يبدأ يوم عمل عادي جداً فى الغيط أو أي مصلحة أخري فقد “إنفض المولد والعيد خلص”، أو من يذهب إلى النوم والراحة، والأطفال يمرحون ساعة أخري، حتى إذا توسطت الشمس كبد السماء تم الإعلان عن إنتهاء العيد..وكل سنة وأنتو طيبين.

نفس الشيئ يحدث فى عيد الاضحي مع إختلاف أنه بعد الصلاة يتم الذبح -سواء أضاحي أو مشاركات للغذاء- أى أن مجموعة من الرجال يتقاسمون ذبيحة -عادة ماتكون خروف أو ماعز- فذلك يأخذ الربع وذلك الفخذ وهكذا، ويتم ذبحها أمام التليتوار وتقسيمها من قبل الجزار، ويضع نصيب كل واحد فى “منديل قماش كبير” ليتم طبخه فى منزله..وهذا هو الاختلاف الوحيد بين العيدين الفطر والأضحي، على أن ذلك الطقس من الثوابت فى عيد الاضحي، ولكنه من الممكن أن يحدث فى عيد الفطر أو أي من ايام الجمعة العادية طوال العام عقب الصلاة.

نحكي لكم بقي عن حكاية البالونة أو “النفيخة” بالصعيدي – أولاً هي حكاية +16 – كنت بأشتريها بقرشين – يعني الجنيه يجيب 50 واحدة منها علشان الأجيال الجديدة متعرفش يعني إيه قرش، وعلي فكرة ده كان ضعف سعر البالونة العادية المدورة اللى كان الاقبال عليها ضعيف علشان بتفرقع بسرعة.

البالونة دي بقي كانت غريبة علي قوي، كانت بتتفك من غلاف بلاستيكي محكم، وبعدين رقيقة قوي بس متينة -سبحان الله- ولما تتنفخ تأخذ الشكل الطويل وليس المستدير وفي نهايتها جزء رفيع صغير لم أعرف فائدته إلا عندما عرفت أن هذه النفيخة ماهي إلا أحد وسائل تنظيم الأسرة الرجالي..تخيلوا.