أخباراتصالاتالأرشيفمقالات

خالد أبو المجد يكتب: هواتفنا..هل تتنصت علينا..؟

الاستماع للخبر

فى سابقة تعد الأولي من نوعها؛ أثارت شركة تسويق أمريكية البلبلة مؤخراً بعدما ادعت أنها تجمع بيانات المستخدمين عبر ميكروفونات الأجهزة الذكية؛ بغية استهدافهم بالإعلانات الموجهة..القصة ليست غريبة بالمطلق؛ فبعضنا اختبرها حقيقة.. وبعضنا سمع عنها، تجري نقاشا يوما مع صديق لك عن بحثك عن سلعة ما في متاجر السوق، وخلال لحظات تبدأ برؤية إعلانات رقمية عن تلك السلعة ذاتها.

الشركة الأمريكية سببت موجة من الجدل بعد تصريحها باستغلالها لتقنية “الإنصات الفعال”، وعلى موقعها الإلكتروني، نشرت عبارة: “هذا صحيح..أجهزتك تتنصت عليك”، وشرح الموقع أن الشركة تعتمد على الذكاء الصناعي لتمييز المحادثات ذات العلاقة عبر ميكروفونات الأجهزة الذكية، فمثلا، يحدد العميل نيته استهداف العملاء في محيط منطقة سكنية ما، والشركة تبحث في تلك المنطقة عن أي محادثات جرت ذات علاقة بالمنتج المراد تسويقه، ومن ثم تستهدف العميل بالإعلانات الموجهة.

الشركة لم تشرح بالتفصيل طريقة تفعيل هذه الإعلانات، إلا أنها ألمحت أنها تبحث عن كلمات مفتاحية في المحادثات الصوتية عبر خوارزمياتها؛ مما يسهل تحديد العميل المستهدف وتعريضه للإعلانات ذات العلاقة.

وبعد هذه الضجة، تراجعت الشركة وسحبت جزءاً من هذه التصريحات، وأوضحت أنها لا تتنصت على محادثات بعينها، وكل ما تفعله هو البحث في بيانات مجمعة مشفرة حصلت عليها من أطراف خارجية، وهنا انتقلت الاتهامات إلى الشركات التقنية ذات الشراكة معها مثل ميتا وأمازون وجوجل وأمازون، إلا أن هذه الشركات نفت تباعاً ادعاء شركة التسويق الأمريكية المتنصتة.

وفيما له علاقة بذات الموضوع؛ رفع مدعي عام ولاية تكساس في العام 2022 قضية على جوجل واتهمها بجمع بيانات المستخدمين من دون وجه حق، وردت حينها جوجل أنها أساءت ضبط منتجاتها، كما واجهت شركة أبل في عام 2021 إدعاءات مشابهة بخصوص مساعدها “سيري”.

وفى ذات السياق تنظر المحاكم الأمريكية عدة قضايا لتنصت الأجهزة الذكية على المستخدمين، وهناك أيضا شراهة ملحوظة من شركات التسويق حيال بيانات المستخدمين، ولربما تلك أسباب كافية لإعادة التفكير حول الحاجة إلى أجهزة ذكية بميكروفونات في المنازل.