أخبارالأرشيفمقالات

خالد أبو المجد يكتب: مركز البيانات والحوسبة

الاستماع للخبر

موقف صغير كشف الأهمية القصوى لمركز البيانات العملاق الذى أفتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ أيام، فعندما قررت أن أستقل إحدى سيارات النقل التشاركى “أوبر- كريم” ظهر للكابتن موقعاً منافياً لحقيقة الموقع الذى أتواجد به، ويبعد عنه قرابة 4 كيلومترات، وخلال مهاتفة خدمة الدعم طٌلب منى مسئول خدمة العملاء الايميل الخاص للتحقق من شخصيتى، وقتها دار بينى وبين صديقى العائد تواً من دبى حواراً مفاده: “لماذا لا يتم تفعيل البصمة الصوتية للتحقق من الهوية كما هو الحال فى دولة الامارات العربية المتحدة؟”.

أجبته: عدد سكان دبى أقل من تعداد مدينة بنها، ونصيب الفرد من العائد القومى يسمح بتنفيذ المزيد من التكنولوجيات والتطبيقات، وأنت تتحدث عن دولة مترامية الأطراف، يفوق تعدادها الـ 106 مليون مواطن خلاف الضيوف الذين تستقبلهم علي أرضها، ولم يهتم أي من قادتها السابقين عبر تاريخها بأى محاولة لعمل قاعدة بيانات صحيحة وشاملة ودقيقة..وهذا ما أقتحمته مصر وخطت فيه مؤخراً خطوات سريعة وواسعة لتحقيقه.

وخلال حوارى هذا أدركت قيمة وضخامة العمل الذى توليه القيادة السياسية والحكومة حالياً لمواكبة العصر والدخول بقوة إلى “المجتمع الرقمى” ولتحقيق “الشمول المالى” بكافة القطاعات، عن طريق إنشاء قاعدة بيانات دقيقة ووافية مبنية على بيانات صحيحة غير قابلة للتلاعب أو التزوير أو الانتهاك، وما ستلعبه هذه البيانات من دور فاعل فى تسهيل الحصول على الخدمات للمواطنين، مع ضمان سريتها ووصولها إلى المستفيدين بها فى سرعة ويسر، وكذلك تحقيق الشق الاكثر أهمية وهو الأمان والخصوصية.

وأمس الأول إجتمع وزيري الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتربية والتعليم لبحث تنفيذ التوجيهات الرئاسية بخصوص تطوير المنظومة التعليمية من خلال استخدام أدوات تكنولوجيا المعلومات، وأتفقا على مراجعة وتطوير مناهج ICT بداية من الصف الرابع الابتدائى، وتطوير ورفع كفاءة معامل الحاسب الآلى فى ٣ آلاف مدرسة كمرحلة أولى، وتدريب مدرسى الحاسب الآلى واختيار أفضل العناصر للتدريب، والتوسع فى إنشاء مدارس “WE ” بمختلف المحافظات. 

الدولة عملت -ولازالت- على قدم وساق لتحقيق الشمول المالى بأقصى سرعة، وبذلت فى ذلك جهداً سابقت به عجلة الزمن، وحققت حلماً ظل حتي عهد قريب بعيد المنال، ووزارة الاتصالات عملت على إعداد وتجميع وتدقيق البيانات التى تردها من كافة قطاعات الدولة، وأستطاعت منذ 2020 أن تنتهي من مهمتها الصعبة، ولن يشعر المعترضون بأهمية هذا العمل إلا بعد بدء تنفيذ الخدمات عن طريقه، وكيف يمكن الحصول على كافة الخدمات الحكومية عن طريق الموبايل وبضغطة زر وخلال لحظات، بدلاً من عشرات المشاوير وإنفاق الجهد والوقت والمال.