مهاتفة بعد منتصف الليل بساعتين أيقظتني، المتحدث على الطرف الآخر يصرخ على عجل: “إبن خالك تعب ونقلناه على المستشفى فى سوهاج، والدكاترة بيقولوا حالته متأخرة”، لا أدرى كم استغرقت من الوقت حتى أفقت من الصدمة وارتديت ملابسي وكنت أجلس فى “محطة مصر” فى إنتظار القطار الذي يقلنى إلى مسقط رأسي “سوهاج” شارداً؛ فـ “شحاته” إبن خالي هذا بالكاد أتم العقد الخامس من عمره، ولم يشكو يوماً من نزيف أو غيبوبة كما أبلغنى محدثى.
قبل أن يبلغ قطاري محطة “بني سويف” كانت المكالمة التي لا أتمناها: “البقاء لله”، توفي فى ساعات إبن خالي تاركاً وراءه إرثاً ثقيلاً، وشخص الأطباء السبب: مضاعفات الاصابة بفيروس الكبد الوبائى..كان ذلك فى العام 2013.
تذكرت هذه الحادثة عند مطالعتي لخبر مفرح منذ يومين، مفاده أن منظمة الصحة العالمية منحت جمهورية مصر العربية الشهادة الذهبية كأول دولة في العالم تتخلص من فيروس سي؛ تقديرًا لدورها الكبير في تشخيص وعلاج سرطان الكبد، كما أن مصر كانت من أولى الدول التي قضت على البلهارسيا بشكل تام، وإستكمالاً للخبر فإن مصر استطاعت تصنيع العقاقير بتصنيع محلي بنسبة 100% لمواجهة فيروس سي، ومنذ عام 2006 وحتى الآن لم يسدد أي مواطن أي رسوم مقابل علاج فيروس سي، ويتم علاج المرضى على نفقة الدولة أو تحت مظلة التأمين الصحي.
تذكرت أيضاً كيف سعي الرئيس عبد الفتاح السيسي للإهتمام بصحة المواطن المصري وأطلق فى أكتوبر 2018 المبادرة الرئاسية “100 مليون صحة”، للكشف عن فيروس سى، واستمرت المبادرة حتى أبريل 2019، وتم خلالها فحص 50 مليون مواطن على مستوى الجمهورية كنت وزوجتي منهم، وكيف تم فحص 10.4 مليون طالب من طلاب المدارس بتكلفة بلغت 3.8 مليار جنيه.
لم تكتف القيادة المصرية بالاهتمام والرعاية للمواطن المصري فحسب، بل مدت يد العون فعلياً إلى الأشقاء الأفارقة، حيث تعد القارة الأفريقية موطناً ومرتعاً لهذا المرض، ففى فى مارس 2019، تم فحص وعلاج 60778 مواطناً من دول جنوب السودان وتشاد وإريتريا ضد فيروس سى وبى.
تمتد المبادرات الرئاسية لتظلل بعنايتها كافة المواطنين المصريين فى ربوع الوطن، وتمد يد العون للأشقاء على الرغم من الضغوط الاقتصادية التي تصاحب المرحلة الراهنة على كافة دول العالم، وتنطلق من سعى الرئيس عبدالفتاح السيسى، منذ توليه رئاسة الجمهورية، إلى توفير حياة كريمة للمواطن المصرى، وأطلاق العديد من المبادرات الاجتماعية والصحية وغيرها، فى مختلف القطاعات، فى إطار حرص الرئيس والدولة على الاهتمام بالمواطنين.
