أخبارالأرشيفمقالات
أخر الأخبار

حرب كرة القدم..!!

الاستماع للخبر

دائماً مايراودني شعور مختلط بالريبة فى محاولات إشعال الفتنة بإستخدام الحماسة المتأججة بالساحرة المستديرة “كرة القدم” وأقطابها سواء المصرية أو العربية أو الأفريقية، والإستماتة لإحداث الفرقة وتمزيق أوصال “الأحمر والأبيض”..أو بالمعنى الأصح بين الأهلي والزمالك بحجة أوبأخري.

وبمناسبة مونديال فرنسا؛ وفى محاولة للوقوف على صحة هذا الشعور أو كذبه تصفحت كتاباً يسمى “أغرب الحكايات فى تاريخ المونديال”، للكاتب الأرجنتينى لوثيانو بيرنيكي، الذى يتعرض فيه لأبرز الغرائب والقصص الطريفة وأكثرها إدهاشا وإمتاعا، وكذلك المواجهات التى لا تنسى فى بطولات كأس العالم.

ذكر لوثيانو أنه فى العام 1970 فى المكسيك قام المتآمرين بتأجيج الصراع بين السلفادور وهندوراس، وحدث فى مباراة كرة القدم بينهم أحداث عنف، وقامت وسائل الاعلام بتضخيم هذا الصراع، مما أدى إلى مصادرة أموال السلفادوريين المقيمين فى هندوراس، ووصل الامر إلى أن إرتفع بها شعار “أيها السلفادورى تناول خشبة وأقتل سلفادورى”، وفى ذات الوقت ارتفع فى سانسلفادور شعار “لابد من تلقين هؤلاء البرابرة درساً”.

الحكاية بدأت عندما وقع المنتخبان فى مواجهة حاسمة لتحديد الفريق الذى سوف يتأهل إلى المرحلة النهائية المقامة على ملاعب المكسيك، ففى المباراة الأولى فازت هندوراس على ملعبها واعتدت الجماهير الهندوراسية على الجماهير الفقيرة من أنصار السلفادور، وتطورت الأمور إلى مهاجمة الأحياء التى يقيم فيها سلفادوريين مما دفعهم إلى الفرار إلى بلادهم تاركين ممتلكاتهم وبيوتهم، وقدمت السلفادور شكوى للأمم المتحدة وهيئة حقوق الإنسان..وبعد أسبوع واحد فازت السلفادور فى ملعبها ونال أنصار هندوراس نصيبهم من الاعتداءات.

وأقيمت مباراة فاصلة بين البلدين، فازت فيها السلفادور وتأهلت لنهائيات البطولة، ومع نهاية اللقاء بدأت تتشكل “حرب كرة القدم”، وأعقب المباراة عبور الجيش السلفادورى للحدود مع هندوراس للدفاع عن فريقه وجمهوره، وقامت كلتا الدولتين بنشر قواتهما على طول الحدود بينهما، وفى 3 يوليو انتهكت طائرة من هندوراس أجواء السلفادور وأطلقت على كتيبة من السلفادور النيران داخل الأراضى السلفادورية مما أدى لقيام السلفادور بهجوم واسع النطاق، ودخلت القوات السلفادورية إلى مسافة 40 كيلو مترا، ولم تتورع هندوراس بل أرسلت طائراتها لضرب مدينة سان سلفادور وأكابوتلا بالقنابل، وأندلعت حرب عنيفة لخمسة أيام، وأسفرت عن مقتل 6 آلاف شخص وجرح 12 ألف وتشريد 50 ألفاً آخرين.

وبعد أسبوعين؛ والمحاولات المستميتة؛ وتدخل الوساطات من الدول توقفت الحرب بعد أن أدت إلى دمار كبير وخسائر فى الأرواح بالآلاف..أرأيتم ماذا يمكن أن تفعل لعبة ترفيهية مثل كرة القدم بالشعوب؟