أخبارالأرشيفمقالات
أخر الأخبار

خالد أبو المجد يكتب: “السبوبات الالكترونية”..!!

الاستماع للخبر

أن تختار السلعة فهذا حقك؛ أما مانشحنه إليك فهذا إختيارنا، شعار خفى غير معلن ترفعه بعض مواقع “السبوبات الالكترونية” فيما يدعون أنه يسمى حقيقة فى علوم الاستثمار الرقمي بـ”التجارة الالكترونية”، فالتجارة الالكترونية الحقيقية بعيدة كل البعد عن هذا “التهريج” الذى تقوم به بعض “التجمعات” التى تطلق على نفسها “تجارة الكترونية”.

فالتجارة الالكترونية الحقيقية لا يمكن أن تستلم فيها منتج بعد موعد تسليمه الذى أبلغت به بعدة أيام..وقد تصل إلى أسابيع -وهذا يحدث بالفعل من قبل بعض كبريات مواقع التجارة الالكترونية فى مصر.

والتجارة الالكترونية الحقيقية لن تستلم فيها سلعة “سبق إستخدامها” وهو ماحدث معى بصفة شخصية، وكذلك لن تستلم فيها منتج مغاير لما ماشاهدته أو طلبته أو إخترته، أو به عيوب تضطر إلى التغاضى عنها لصعوبة الارجاع أو ضيق الوقت..وأحياناً لتحمل مصاريف شحن إضافية فى بعض حالات “السبوبة الالكترونية”.

وهذا المصطلح الوافد -السبوبات الالكترونية- قصدت به ما ألقت علينا به “مواقع السوشيال ميديا” أمثال الـ “Market Place“، والتى تكون على تواصل بالمستهلك حتى لحظة الاستلام ودفع رسوم الشحن والتوصيل “الباهظة فى كثير من الأحيان”..وبعدها إنتظر شيئاً من الآتى: إما “بلوك” للرقم، أو “رفض مستمر” لإستقبال أى مكالمة، أو إستقبال ورد غير طبيعى مصحوب بسيل من السباب يجعلك تطلب بنفسك غلق المحادثة.

بعض هذه الصفحات تطلب من المشترى إيداع مبلغ “مقدماً” فى محفظة للمحمول، وذلك إثباتاً لجدية التعامل، والحق يقال أنى تعاملت بهذه الطريقة عدة مرات وكانت معظمها صائبة..إلا مارحم ربى.

الاستثمار فى مجالات التجارة الالكترونية واسعة وخصبة ورحبة، وتعد سوقاً كبيراً وواعداً ومازال بحاجة إلى الكثير من اللاعبين الجدد، ونسب الربح فيه كبيرة ومغرية، وإحتمالات الخسارة غير واردة، شريطة أن تحترف النشاط بمهنية وأمانة وشرف، لا أن تعرض فقط “البواقي والفضل” من المنتجات بحجة “هوه ده اللى موجود حالياً” فذلك امر مرفوض بالجملة والكلية.

وكل ماسبق ذكره مقبول ومحتمل ومتوقع من قبل المقتحمين الجدد لمجالات التجارة الالكترونية معدومى أو قليلى الخبرات، إلا أن تصدر هذه التصرفات من شركات عملاقة لها باع طويل فى السوق المصرية ومن قبله الأسواق العالمية فهو أمر غير مقبول ويحتاج بالفعل لوقفة حقيقية.