أخبارمقالات

خالد أبو المجد يكتب: خذوا الحكمة من المسلسلات ..!!

الاستماع للخبر

بعد أن أنهى دراسته فى أحد المعاهد العليا للتكنولوجيا، قرر عمر -صاحب الفكر الاقتصادى- أن يسلك طريق العمل الخاص، وبدأ بالفعل فى إستئجار محل بالقرب من سكنى، وشرع سريعاً فى تجهيز وإفتتاح “هايبر سايبر نت” وألحق به بعض شاشات العرض لإستخدامها فى “البلاى ستيشن”..وسرعان ماعج مشروعه بصفوف وطوابير الزبائن.

ونظراً لصلة القرابة التى تربطنا، فقد إعتاد عمر أن يهدينى إسبوعياً مسلسلاً عربياً كاملاً -حديثاً أو قديماً -لأشاهده فى وقت السهرة يومى الخميس والجمعة مع عائلتى، والحق يقال أنى بعد مشاهدتى لعدد من المسلسلات خرجت ببعض الأفكار أود أن أشارككم بها:

المسلسل الأول كان “الطوفان”، للأسف الشديد تخرج منه كما دخلت، لا تكتشف سوى شيئ واحد ظاهر أمام عينيك وضوح النهار، وهو أنك أهدرت الكثير والكثير من الوقت دون أدنى فائدة، فلا هو عمد إلى إزكاء فكر، أو تنمية توجه، أو تحذير من سلوك، وعلى الرغم من أنه حظى بعدد غير قليل من النجوم، إلا أن قرابة نصفهم لم يكن لهم “أى لازمة”، وكان من الممكن جداً عمل المسلس دونهم، بل وأغلب الظن أن كاتب المسلسل وصاحب السيناريو تاهت منهم الفكرة فى النهاية، حتى فقدوا القدرة على السيطرة على مجرياته أو على شخصياته، فجاءت النهاية باهته وغير منطقية.

“الكبريت الأحمر”مسلسل آخر، على الرغم من تفاهة معالجته لقضية قد تكون هامة، إلا أنه إليه يرجع الفضل فى تفكيرى فى رصد هذه السطور، المسلسل يناقش فكرة الدجل والشعوذة من خلال تطرقه لظاهرة حرائق المنازل غير معروفة الأسباب.

زاوية معينة إنكشفت فجأة أمامى، ملخصها أن ضباط الشرطة مكلفين بالتعامل مع المجرمين وجرائمهم، يحسدهم الكثيرون على سلطتهم وثرائهم..وربما لديهم الحق، إلا أن أحدٌ لم يفكر فى كونهم معرضين لإنتقام هؤلاء المجرمين أو أى من ذويهم، وفى هذه الحالة ربما أكثر المتعاطفون معهم قد يذكرهم بقوله “الله يرحمهم”.

الضابط..بطل القصة، قرر أن يكشف كذب وهراء أحد المشعوذين، فكانت النتيجة أن مسه الضر من أفعال هذا الدجال، وفقد زوجته ومن بعدها عمله، وأصبح مهدداً بالكثير من الجرائم، وباتت حياته على المحك.

المسلسل الكوميدى “هربانة منها”، والذى عرض فى رمضان الفائت وحاز نسبة مشاهدة متواضعة، كان مفاجأة بالنسبة لى، فمن وجهة نظرى أراه راقياً ومحترماً، وجديراً بالتفضيل من قبل الأسرة المصرية، وعلى الرغم من محدودية أعداد نجومه إلا أنهم ظهروا كأفضل مايكون، وأصبح هذا المسلسل وجبة الضحك والتسلية المفضلة.

جاءت حلقات المسلسل المنفصلة، بمحاكاتها الشديدة للواقع تمثل حكمة يومية فى قالب ساخر سلس، حققت فى مجملها قاعدة “السهل الممتنع” مع إضافة لقب “الممتع” لها، وأستطاع كاتبى القصة والسيناريو بمهارة وحرفية شديدتين أن يخرجا بمسلسل فائق الجودة، ناجح إلى أبعد الحدود.

هذا المسلسل الرائع تعرض لحالات كثيرة، وقضايا هامة، وناقشها فى قالب مضحك ممتاز، ولم أرى فيه تجاوز أخلاقى واحد، أو ظهرت بطلته أو زميلاتها بأى ملابس خليعة، على الرغم من أنى تابعت حلقاته الثلاثون كلها، ولم أتعرض للإحراج أمام أسرتى جراء بعض الألفاظ أو المصطلحات الشاذة التى أصبحت “أساسية” فى باقى الأعمال التلفزيونية.

قد يبدو هذا المقال مختلفاً بعض الشيئ عن التوجه التكنولوجى المعتاد، إلا أننى وجدته هاماً وربما يمثل توجهاً ورؤية ومنظور كاتب وناقد فى هذا التوقيت الذى بدأت فيه الاستعدادات لإداد وجبة المسلسلات الرمضانية الدسمة..والتى أكثر مايهم أصاحبها هو إعداد الخليع والمخزى من الملابس والالفاظ لها.

www.ict-misr.com