أخبارمقالات

خالد أبو المجد يكتب: خارج حدود المنطق ..!!

الاستماع للخبر

أتعرف من يمد يده ليمسك بسلك كهربائي ليتأكد من أن الكهرباء لا تمر به؟، أو هل صادفت من يمد أصابعه ليمس وعاءً يغلى على النار ليثبت أنه غير ساخن؟، أو هل رأيت من يتعلق بحبل متدلى ليقنعك أنه قوى ولن ينقطع..هذا هو الشعب المصري، دائماً ما تأتى ردود أفعاله خارج حدود المنطق.

شعب يفكر خارج حدود المنطق، يتصرف بعيداً عن كل القياسات المعقولة، تركيبة ذهنية يعجز العقل البشرى على أن يفسرها أو يتوقع الخطوة التالية لها..هذا ما أثبته وتثبته تصرفات شعبنا العظيم يومياً..ولحظياً.

الحوت الازرق”, ذلك التطبيق الالكتروني الذى أتحفظ على وصفه بـ “لعبة”، العالم أجمع يتحدث عن مخاطرها ويحذر من عواقبها، ويبحث عن الطرق المثلى لتحجيمها والحد منها، ويتكاتف في ذلك كلا من الحكومة والمواطنين معا.. إلا في مصر، فالحال عجيب وغريب، ومثير للدهشة، ذلك لأننا نطبق حرفياً دستورنا “العرفى” الأولى: “الممنوع مرغوب”.

أمس الأول، لاحظت تجمع عدد من جيرانى الشباب حول هواتفهم المحمولة، الشكل بدأ غريبا ومريبا، خاصة وأن أحدهم يتوسطهم، ويشرح لهم شيئا على شاشة هاتفه المحمول، وعندما إقتربت علمت بالحقيقة المفزعة، يعلمهم خطوات ومستويات “الحوت الازرق”، مما يعنى أننا أصبحنا نمتلك ١٠أشخاص على الأقل فى شارعنا، هم مشاريع ضحايا جدد لهذه اللعبة.

وبعد إعتقال الروسي فيليب بوديكين، مخترع النسخة الاصلية من هذه اللعبة الشريرة، وحظرها على متاجر الالعاب الألكترونية، إلا أن عشرات النسخ الشبيهة لها قد إنتشرت بعدها، حتى أصبحت هذه اللعبة خلال أيام تحتل المركز الخامس على متجر جوجل بلاي من حيث التطبيقات الأكثر رواجاً.

أغلب ظنى أن تحميلات هذه اللعبة قد تضاعفت فى مصر والدول العربية منذ الإعلان عن وفاة محمد الفخرانى-نجل النائب حمدى الفخرانى، بل وباتت اللعبة تحتل الصدارة فى صفحات البحث على الانترنت.

إذا كانت نسبة الأمية التعليمية في مصر تصل إلى 26% حسب تقديرات الجهاز المركز للاحصاء، ففي المقابل تصل نسبة الأمية الإلكترونية إلى أضعاف هذا الرقم، كما إن غالبية التثقيف التكنولوجى ينصب فقط فى خانة المحمول وأنواعه وأسعاره، وبرامج التراسل والشات..وبالطبع ذلك كله يأتى بعد التصفح الكثيف للمواقع السيئة.

ونحن على أعتاب إصدار القانون الذى ننتظره جميعاً، والمنظم لعقوبات وأنواع وتصنيف الجرائم الإلكترونية، أخالنا بحاجة أمس إلى تثقيف وتعليم تكنولوجي بماهية وفوائد وسبل ومضار التكنولوجيا، لمحو الأمية التكنولوجية، وتحقيق الاستفادة المرجوة منها، وحماية النشأ والشباب والوطن.