أخبارمقالات

عمرو جيفارا يكتب: هنا دمشق .. من القاهرة

العدوان الثلاثي الإرهابي الذي تعرضت له سورية العربية، وسيناء المصرية في نفس التوقيت – لحظة أذان الفجر – يعبر بجلاء أن العدو الذي تقاتله جيوشنا (الجيش العربي الأول بسورية ، والجيشان العربيان الثاني والثالث بمصر) هو عدو واحد، سواء كان الكيان الصهيوني البروتستانتي أو الكيان الإرهابي المتأسلم.

كما أن العدوان الثلاثي الجديد، يمثل حلقة جديدة من حروب استعمارية عمرها ألف عام ضد الشرق، والهدف منها تحطيم بلادنا واحتلال أرضنا ونهب خيراتنا، وليس الهدف (عقاب نظام علي هجوم كيماوي مزعوم)، تماما كما لم يكن الهدف من الحروب الصليبية الماضية (تحرير بيت المقدس) كما ظنت قطعان الهمج والبرابرة من شعوب أوروبا المظلمة، ولكن كان الهدف – قديما والآن – هو بلاد الشرق وفي القلب منها مصر.

والدليل أن الحملات الصليبية لم تتوقف حتي بعد استتباب الاستعمار جاثما علي صدر بيت المقدس، بل استمرت جيوش الصليبيين تهاجم مصر، رغم أنها لم تكن سوي “ولاية” وليست مركز قيادة في هذا التوقيت من التاريخ..حتي تحررت وحررت بيت المقدس بقيادة البطل الناصر صلاح الدين وجيوش مصر وسوريا.

إنها نفس ساحة المعارك القديمة، والعدوان الثلاثي الجديد علي سورية مجرد نسخة محدثة من العدوان الثلاثي علي مصر سنة 56.. بنفس الوجوه والجيوش والأهداف.

نفس العدو كان ولا زال؛ فرنسا – بريطانيا وأمريكا (النسخة الجديدة من الاستعمار البريطاني)..يعاونهم العملاء والخونة من داخل بلادنا، “والي عكا” قديما..يقابله تنظيمات جماعة “الاخوان غير المسلمين” الآن.

نفس الهدف؛ كان ولازال..استعمار بلادنا وإقامة كيان صهيوني مزعوم من النيل للفرات، علي نفس الخارطة التي سرقها اليهود ونسبوها لأنفسهم، وأصلها خريطة مصر الكبري في عهد الملك تحتمس الثالث..من منابع النيل إلي شطئان الفرات.

وهو ما جري التمهيد له بتفجير أحداث الخريف العربي الذي شهد تدمير النظم الجمهورية تحديدا – إلا قليلا – ومن قبله الغزو الهمجي لأفغانستان – التي تحولت لأكبر قاعدة للإرهاب وتجارة المخدرات في العالم – ثم استعمار العراق وإبادة شعبه وجيشه واغتيال قائده، ثم اقتسام الهيمنة عليه ما بين أمريكا الصهيونية وإيران ذات المشروع الفارسي (وليس الشيعي) !!

سوريا التي كانت..قبل أحداث الربيع العبري دولة من القلائل فقط عالميا بلا ديون، وتحولت إلي ساحة للحروب بالوكالة، بين قوي الشر في الأرض جميعا، ربما احتاجت وتحتاج لدعم خارجي -عسكريا- لمواجهة اجتياح جيوش حلف الناتو الصهيوني لأراضيها علي أسنة رماح التنظيمات الإرهابية صنيعة مخابرات بريطانيا وتركيا وأمريكا وإسرائيل وقطر وغيرها.

ict-misr.com/wp-content/uploads/2018/04/مسئولية-المقالات-300x62.jpg" alt="" width="576" height="119" />

error: Alert: Content is protected !!