أخبارمقالات

خالد أبو المجد يكتب: “الصغير” .. كبيراً

الاستماع للخبر

بعيداً عن التغييرات التى حدثت فى المناصب القيادية للهيئة القومية للبريد، وخارج نطاق الحديث عن أسبابها أو تأثيراتها، رأيت ضرورة أن أكتب فى نقطة معينة ربما تكون لدى كثيرين أكثر أهمية من الحديث عن إعادة تعيين عصام الصغير رئيساً للبريد.

عندما صدر قرار عدم التجديد للصغير فى الأول من مايو الماضى سارعت عدد من الأبواق الإعلامية الصفراء، بعد دقائق من الإعلان عن تغيير رئيس البريد، بإختلاق أسباب شتى لتبرير عدم التجديد للصغير، وراحت مخيلاتها تسبح فى فضاء التشهير والطعن فى الذمة المالية له، وأنتهت إلى أن الصغير تم الاطاحة به نظراً لتورطه فى شراء سيارة مرسيدس جديدة له من أموال البريد.

مر يوم أو يومان على خروج الصغير من هيئة البريد، حاولت مهاتفته حتى نجحت، سألته عن حقيقة موضوع “المرسيدس”، وبهدؤه المعهود نفى تورطه فى أى من المخالفات المالية، وشرح لى كيف أن سيارة رئيس الهيئة -الحكومية- أصبحت كثيرة الأعطال، وأصبحت مثاراً للمتاعب والمواقف المحرجة، للحد الذى جعلها تتعطل عدة مرات فوق كوبرى الأزهر، أو فى الطريق إلى مبنى البريد بالعتبة، وكذلك فى طريق الأسكندرية الصحراوى.

وأضاف الصغير أنه تم تتبع الطرق القانونية فى هذا الشأن، لا إن تكلفة الاصلاحات كانت ستصل إلى أرقام عالية، مما جعل الجهات الرقابية ترى أن شراء سيارة جديدة للهيئة يعد خياراً أفضل من إصلاح القديمة.

مما سبق يتضح لنا أن السيارة محل الحديث هى سيارة حكومية ملك لهيئة البريد وليست شخصية كما إدعى البعض، وتم شراؤها بناء على توصيات الجهات الرقابية، و”عصام الصغير” لم يأخذها معه عند خروجه من الهيئة..ورغم ذلك كله طلب منى الصغير عدم نشر أى من المعلومات التى ذكرها فى المهاتفة.

ضرب الصغير بصمته الذى أعقب خروجه من منصبه مثلاً عظيماً فى إلتزام الموظف العمومى بالدولة بالبعد عن التصريحات والمداخلات، وتجنب ذكر الأسرار الوطنية التى كان أميناً عليها فى فترة من الوقت، وعدم التلويح بكشفها، أو الاساءة إلى مسئولين آخرين، أو ذكر أفضاله ومزاياه عمن تم توليته مكانه، وكيف أنه تم تنحيته لأنه كان “هيكشف المستور”..إلخ.

الصغير، رغم براءته وبراءة ذمته إلتزم الصمت، آثر المصلحة القومية الوطنية على مصلحته وسمعته الشخصية، لم يسيئ إلى أحد، أو يذكر أحد بسوء، ولم يكن يفضل الحديث فى أخبار البريد أو القطاع ككل، وأذكر أن آخر مكالماتى معه قبيل صدور قرار عودته بأسبوع تقريباً كانت غالبيتها تنحصر فى مباريات مونديال كأس العالم.

عصام الصغير..من القلب..شكراً لإلتزامك وحرصك على مصلحة القطاع والدولة، بإحترام أمضيت ثلاث سنوات فى رئاستك للبريد، وبإحترام خرجت منها، وبإحترام أمضيت الوقت خارجها، وبإحترام زائد تعود إليها ..صغير المسمى ..كبيراً فى نظر الجميع.