أخبارتقارير

نص كلمة وزير الاتصالات في الجلسة الختامية لاجتماع اللجنة العربية الدائمة للبريد

الاستماع للخبر

أكد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن البريد المصري كان في مقدمة الداعين والساعين لإنشاء أول وأقدم منظمة عربية متخصصة بالمنطقة، وهو الاتحاد البريدي العربي.

جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها في الجلسة الختامية لأعمال الدورة الـ(35) لاجتماع اللجنة العربية الدائمة للبريد التي استضافتها الهيئة القومية للبريد بالتنسيق مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في مدينة الإسكندرية..وإليكم نص كلمة الوزير:

بسم الله الرحمن الرحيم

السادة ضيوف مصر الكرام: يسعدني أن أرحب بكم في الإسكندرية عروس البحر المتوسط، مدينة الثقافة والتاريخ، ورمز الحضارة والرقي.

أرحب بكم اليوم في ضيافة البريد المصري الذي يعد أعرق المؤسسات الحكومية المصرية التابعة لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

على مدار عقود طويلة شكلت هذه المؤسسة العريقة إلى جانب دورها الحيوي الخدمي والاقتصادي، وثقلها المجتمعي والمؤسسي بعدًا ثقافيًا، وحضاريًا يشهد على أن مصر في تاريخها الحديث سباقة في تطوير وسائل الاتصال، وثابة في تبني تكنولوجيا المعلومات؛ فقد كان تأسيس البريد المصري في عام  1865 بمثابة الخطوة الرائدة في تاريخ نقل الخطابات والبعائث بين مصر ومختلف أنحاء العالم بما مثله ذلك من تحول نوعي وجذري في هذه الحقبة المبكرة من تاريخنا المعاصر.

ولقد كان البريد المصري أيضا في المقدمة بالدعوة والسعي لإنشاء أول اتحاد بريدي إقليمي بالمنطقة وهو الاتحاد البريدي العربي الذي يعد أقدم منظمة عربية متخصصة، وتعتبر لجنتكم الموقرة امتداده الحالي؛ ليكون وعلى مدى سنوات طوال مظلة يمتد رواقها ليشمل توثيق التعاون وإرساء سياسات الادارات البريدية العربية من أجل التصدي للتحديات التي تواجهها على الساحة العالمية؛ خاصة مع مطلع الألفية الثالثة، وما أفرزته من انفتاح تجاري، وتحرير للخدمات، وظهور مؤسسات تجارية عالمية عملاقة استثمرت في مجال صناعة البريد علي نحو أدى إلى إنهاء الاحتكار، ومن ثم التحول نحو التنافسية التي تتطلب مرونة لم تكن لتسمح بها القوالب التقليدية الجامدة، فكان لزامًا على الكيانات البريدية العربية أن تطور من وضعياتها التشغيلية والتنظيمية لمواجهة تحديات العولمة وهي فترة استغرقت من مؤسساتنا الكثير من الموارد البشرية والاقتصادية على مدى العقدين السابق والحالي لتحقيق المعادلة الصعبة والتأهل للتنافسية في إطار آليات السوق المفتوح مع الإبقاء على الشق المجتمعي الذي تتولاه منظومات البريد في وطننا العربي.

وقد استطاعت المؤسسات البريدية أن تحافظ على مكانتها رغم التحديات التي فرضتها التطورات التكنولوجية المتلاحقة، وما أفرزته من تقنيات حديثة في عالم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وظهرت أنماط جديدة من الخدمات التي تجاوزت الخدمات البريدية المعتادة من خلال إنشاء منصات التجارة الالكترونية المتكاملة، وخدمات التحويلات المالية اللحظية، وخدمات الطرود التجميعية وغيرها يما يواكب المتطلبات الاقتصادية والاجتماعية لشعوبنا العربية.

الأخوة والأخوات الأفاضل، لعلكم تتفقون معي في أن المؤسسات البريدية لا تعد مؤسسات خدمية فقط وإنما تمثل ثقافة وحضارة فضلًا عن كونها موطن ثقة تتوارثه الأجيال.

ولقد جاءت منظومة البريد العصري؛ وأضرب في هذا مثلًا بالبريد المصري عبر منافذه التي تقارب أربعة آلاف منفذ في ربوع جمهورية مصر العربية تصل به لكل نجع وقرية وبيت ليصبح ذراع الحكومة المصرية لتقديم مختلف الخدمات للمواطنين دون مشقة؛ ففي خلال السنوات الأخيرة صار مكتب البريد مركزًا لتقديم الخدمات البريدية بمختلف أنواعها، وبمستوى يضاهي المؤسسات المالية في التصميم والخدمات على مختلف أطيافها.

كذلك لم يغفل البريد المصري تطوير عنصره البشري الذي يمثل استثماره الأول، وركيزته الأساسية؛ فكان التعاون مع كبرى المؤسسات التدريبية المتخصصة لبناء وتطوير قدرات الكوادر العاملة، انطلاقًا من إيماننا بأن العقل البشري هو المكون الرئيس الذي يجب أن تتحدد عليه خطط تطوير المؤسسات.

السادة الضيوف الأفاضل، إن البريد المصري بما لديه من إمكانيات، وعبر تواصله المباشر مع مؤسساتكم الشقيقة تحت مظلة لجنتكم الموقرة، وكذلك الأمر بالنسبة للاتحادين البريدي الأفريقي الشامل، والاتحاد البريدي المتوسطي؛ إنما يؤكد الرسالة التي أطلقها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتشديد على أهمية تعزيز علاقات مصر البينية مع شقيقاتها العربية والإفريقية ناقلين بذلك للشعوب الشقيقة رسالة حب ومودة وسلام من مصر قيادًة، وشعبًا.

وهكذا؛ تظل مصر دائمًا وطن لكل أخ عربي ..أهلًا وسهلًا بكم في الثغر السكندري الباسم ملتقى الحضارات. وكلي أمل أن يكون اجتماعكم هذا محفلا موفقاً لتبادل الخبرات عن السياسات الداعمة لتطوير دور البريد في مجتمعاتنا العربية.

وفي ختام كلمتي.. أرجو لاجتماعكم كل التوفيق والنجاح، وأتمنى لشخوصكم الفاضلة طيب الإقامة. وفقنا الله جميعا وسدد خطانا لخدمة أمتنا العربية.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته