المستشار حازم جاد يكتب: شعوب وأوطان
إن الناظر بعين البصر والبصيرة إلى الواقع العربي يجد عجباً، يجد أن العرب قد عرفوا؛ بل أيقنوا بكل ما يدبر لهم من مكائد وحيل لدمار أوطانهم، ومع ذلك هم صامتون راضون هامدون، لا يحرك لهم ساكن فى إنتظار تدبير يليه تدبير، كأنهم جزء من هذا المخطط الدنئ الذي يحاك ويدبر لهم.
فالجميع على علم بالخطة التى تحاك لتقسيم دولهم وأوطانهم، ولكن جميعهم أيضاً رضوا؛ بل باركوا ما يُسمى بثورات لا مبتغى منها فى الغالب الأعم سوى هدم تلك الأوطان على شعوبها، حتى تكون مضغة سهلة للحصول على ثرواتهم ومقداراتهم.
أنظر إلى العراق وما هي فيه، وأنظر سوريا وما ألم بها وأنظر إلى ليبيا وحالها، إن أشد المعاديين لأنظمة الحكم قبل حلول تلك الثورات إن كانوا حالياً لديهم بالفعل حباً لأوطانهم لما رضوا أبداً لما آلت إليه أوطانهم من خراب ودمار يتطلب إرجاعه إلى ما كان عليه عشرات السنين، وبتكلفة تفوق القدرات.
الجميع مدان؛ قادة وشعوب، قادة لم يعرفوا حق شعوبهم فى العدل والتنمية، فجعلوهم فريسة سهلة لخطط ومؤامرات خارجية، وشعوب لم يعرفوا قيمة أوطانهم وفضل المحافظة عليها.
إن ما حدث حولنا لعدد من البلدان العربية الشقيقة لهو ناقوس تنبيه لنا جميعا بأن نحافظ على أوطاننا الغالية، وعلينا نحن كمصريين ان نرعى ونحمي مصرنا الحبيبة، فهي السد المنيع بفضل الله لجميع الدول العربية، بل ولجميع دول العالم التى ترفع راية الحب والتعاون ونبذ العنف والإرهاب البغيض بشتى صوره.
أن المولى عز وجل قد حافظ على مصر من كل ما دُبّر لها على مر العصور، وعلى المصريين أن يعرفوا نعم الله عليهم، وأن يحمدوه ويشكروه على نعمة الأمن والأمان..وحفظ الله لنا وطننا أم الدنيا مصر.
ict-misr.com/wp-content/uploads/2018/06/مسئولية-المقالات-300x62.jpg" alt="" width="706" height="146" />