حزين أنا .. على الرغم من أنه اليوم الأول لعيدنا الصغير إلا أنى أشعر بخليط من مشاعر الحزن فى القلب والمرارة فى الحلق، وعلى عكس المتوقع فقد توصلت لبعض الأسباب.
حزين للخبر المفجع الذى طالعتنا به الأنباء صباح يوم العيد بإنتقال عدد من أبنائنا..جنودنا، من مراكز الأبطال إلى مراتب الشهداء، اللذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، واللذين هم عند ربهم يرزقون.
لكل شيء سبب، ولا أدرى ما السبب الوجيه والمقنع الذى يجعل شخص ينهى حياة ومستقبل آخر كونه فقط يؤدى واجبه لحماية وطنه وأهله وعرضه، لم يكن ليؤذيه لو أنه لم يبادر بذلك.
أى قناعة تلك التى جعلت هذا المجرم يقوم بفعلته الشنعاء فى هذا التوقيت ليدمى قلب أب وأم وزوجة وأطفال فى صبيحة يوم العيد الذى وهبه الله للخلق ليسعدوا ويفرحوا؟
وسبب آخر غريب لحزنى، من كم العزلة التى وصلت إليه مجتمعاتنا، ففى العيد أجد إبناً على خصام مع والده أو والدته، وأخاً أصر على عدم مخاطبة أخته، وزوج أو زوجة بينهما شقاق حتى فى ليلة العيد.
العمر أصغر من أن نقضيه فى الخصام، والدنيا أتفه من أن تأخذنا فى طياتها فنهجر أحبابنا، ولو أتيح لميت أن يتكلم لضحك حتى الثمالة من ما ننشغل به ومن مشاحناتنا ومشكلاتنا.
إفتحوا قلوبكم بالخير للجميع، إذا عز أخاك فهن، بالبلدى كده “خليها عليك وخليك أنت الكبير”، “فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم”.
رحم الله شهدائنا، وطيب ثراهم، وربط على قلوب ذويهم، وألهم شعبنا الصبر واليقين.