أصول عداوات الاسلام ضاربة فى أعماق التاريخ، وأشكالها وألوانها متغيرة ومتعددة، وكثيراً ما حاول هؤلاء أن تمتد أيديهم للعبث بعماد الاسلام -القرءآن- متجاهلين قول الله عز وجل: “إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون”، وقوله تعالى: “بل هو قرءآن مجيد فى لوح محفوظ” صدق الله العظيم.
وخلال هذه المحاولات المستميتة للغط فى آيات القرءان كان الأزهر الشريف درعاً واقياً وحائط صد قوى ويقظ، أتذكر أنه تم مصادرة طبعة كاملة للمصحف الشريف بها خطأ بالآية 69 من سورة البقرة، والتى تم بها تغيير لفظ “صفراء” إلى “بقرة حمراء”.
كان ذلك فى النسخ المكتوبة من المصحف، ووجد هؤلاء أن طريقهم مسدود تماماً، وأن الأزهر الشريف يقف بالمرصاد لكل من يفكر أو تسول له نفسه المساس بالقرءآن الكريم آخر الكتب السماوية.. أما الآن -فى زمن الانترنت والمحمول- إختلف الأمر كلياً.
بعيداً عن تطبيقات الشات -أو تطبيقات “الشقط” إذا جاز التعبير- التى ليس لها سقف من الأدب أو الحياء، والتى تفنن مبتكروها وأبدعوا فى إستثارة الغرائز بإستخدام خبراء التصوير وزواياه، وأكثر الفتيات تحرراً وجمالاً وإباحية وأقلهن تأدباً وحياءً، بعيداً عن هذا القطاع وجد هؤلاء المفسدون أن المسلمين يقبلون خلال شهر رمضان بالذات نحو قراءة القرءآن، كما أن أجهزة المحمول تكون الوسيلة الأسهل والأسرع للقراءة فى أى مكان وأى وقت، وبالتالى تتعدد تطبيقات المصاحف على متاجر الأندرويد والـ iOS، وبالطبع فإن الرقابة على هذه السبل ضعيفة بعض الشيئ.. بل إلى حد كبير.
مؤخراً.. ومع بداية شهر رمضان المعظم لجأت إلى تحميل المصحف الشريف على هاتفى المحمول الأندرويد من خلال تطبيق “جوجل بلاى”، وعندما كتبت فقط فى البحث “المصحف” ظهرت لى العشرات من النتائج.. وتحيرت فى الإختيار، ولذلك بدأت فى مطالعة التعليقات التى كتبها آخرون عن تجربتهم مع التطبيق؛ وفوجئت بأنه تقريباً نسبة تطبيقات المصاحف الصحيحة تماماً والموجودة على هذا المتجر لا تتجاوز 10% من العدد الإجمالى.
فيما يلى نرصد غيض من فيض من الملاحظات التى دونها عدد من مستخدمى “جوجل بلاى”، وخالص أمانينا أن توسع لجنة المراجعات بالأزهر الشريف من مهامها، وتتوجه “إلكترونياً” تماشياً مع سمة العصر لإنقاذ أجيال حالية وقادمة من أخطاء المصحف الشريف -الله وحده يعلم- إن كانت صدرت عفوياً ..أم بقصد ونية خبيثة، وأن يكون لها إتصالات ويد طولى فى منع أو حذف أى تحريفات أو مغالطات.