خالد أبو المجد يكتب: “سويفل” .. تجربة تترنح
يعد وائل الفخراني أبو النقل الذكى فى مصر، حيث أستطاع بجرأته ودهائه أن يفرض الشغف بتجربة “كريم” فى الربوع المصرية، وأن يخلق من العدم مفهوم إستخدام تطبيقات الهواتف المحمولة فى وسائل النقل، وكان موفقاً بالكامل فى أن يبسط سيطرته الكاملة ويتربع على قمة هذا القطاع فى مصر متفوقا على منافسه الشرس “أوبر”.
وبمتابعة شخصية منه أن يسيطر على أى معوقات أو متاعب تواجه المستخدمين او الكباتن، فأصبحت “كريم” فى شهور قليلة وسيلة النقل المفضلة والمحببة للكثيرين من المواطنين، وأستمر منحنى الصعود لديها فترة طويلة حتى بعد أن غادرها الفخرانى متأثراً بإنجازاته حتى قامت “أوبر” بالاستحواذ عليها.
الأمر بالنسبة لشركة “سويڤل” المصرية -صاحبة فكرة النقل الجماعى الذكى- كان أسهل وأيسر بكثير من مشوار “كريم” و”أوبر”، وبالفعل أعطى صدى نجاحاتها مدلولاً فى البداية على مسيرة مستقبلية مشرفة ومشرقة..إلا أن الرياح لا تأتى دائماً بما تشتهى السفن.
ما أسطره فى السطو المققبلة نتاج تجربة شخصية لما يقرب من ثلاثة أشهر، حيث صادفت المرة الأولى لإستخدامى لتطبيق “سويفل” رضا نفس وإعجاب لا يدانيه إعجاب، وشرعت سريعاً فى التحدث إلى الكابتن الذى فضل أن يعمل فى هذه المنظومة بسيارته الحديثة والفاخرة، وتعرفت على بعض المشكلات والمعوقات، والحق أقول أن أحد مسئولى الشركة التى تصادف وجود رقمه معى إستمع إلى بإنصات وإهتمام، وشكرنى لإهتمامى مع وعد بتصعيد تعليقاتى للقسم المختص.
ظننت ساعتها أن كافة المشكلات قد تم السيطرة عليها، إلا أن “الأيام الحلوة بتعدى فى ثوانى” كما قال الفنان “إيهاب توفيق”.
فى اليوم التالى قمت بحجز رحلة من شارع عين شمس، تنطلق فى السابعة والنصف صباحاً، إستيقظت فى السادسة صباحاً ووصلت إلى نقطة الانطلاق فى تمام السابعة وربع..وأنتظرت حتى الثامنة إلا ربع، بعده وصلتنى رسالة من الشركة تفيد أن رحلتى حدث بها عطب وتم توفير سيارة أخرى ستكون موجودة فى التاسعة .. !!!!
ظننت أن هذا أمر طارئ وطفرة فى المنظومة لا تتكرر كثيراً، وأنتظرت حتى وصلنى الكابتن بعد التاسعة بقليل، وبعدها بيومين تقريباً حدث نفس السسيناريو بحذافيره، إلا أننى عندما قمت بالاتصال بالكابتن البديل بعد إنتظار نصف ساعة للإستفسار عن مكان تواجده وموعد وصوله التقريبى قال لى حرفياً: “إدعيلى أوصل بس أنا فى شارع الهرم والشركة لسه مبلغانى حالاً” .. !!!!
إرتباطى بموعد هام فى ذلك الوقت جعلنى أقوم بإلغاء الرحلة، ففوجئت بتوقيع غرامة إلغاء .. !!، وإحقاقاً للحق تواصلت مع المسئول إياه فقام بإلغاء الغرامة؛ وهنا يتبادر سؤال هام: كم شخص لديه إتصالات بمسئولي سويفل القابعين خلف الشاشات المضيئة ؟
وحتى لا أطيل عليكم تكرر هذا السيناريو معى كثيراً، للحد الذى جعلنى أغير نقطة إقلالى حتى لا أتعرض لهذه الرحلات الغير مؤكدة ولكن للأسف دون فائدة، واليوم فقط تم إلغاء رحلتين بمنتهى البساطة ودون أى مراعاة لمواعيد العملاء، مما يجعلنى أفكر جدياً فى إستثناءها من جدول تنقلاتى والبحث عن وسيلة أخرى أكثر إنضباطاً.
من ناحية أخرى فإن إلزام الكباتن بخطوط سير معينة جعل المستخدمين متضررين خاصة عندما يشعرون أنهم فى “عز الزحمة” يدورون فى “حلقات”، مع إمكانية إستخدام طرق أسهل وأقل إزدحاماً، إلا أن الكباتن تقول: “الشركة تفرض علينا المرور فى مسارات معينة وعلى نقاط معينة، والانتظار عندها وقت معين” ..!!
مقالى هذا ليس الغرض منه الانتقاد، بل إن الغرض الأوحد منه إطلاق صافرة التنبيه لهذه التجربة المصرية الشابة التى نفتخر بها، علّنا نظل على هذا القدر من الإفتخار، وفى إنتظار ردود الشركة