ict-misr.com/21982/%d8%a2%d9%89-%d8%b3%d9%89-%d8%aa%d9%89-4/" rel="attachment wp-att-21983">ict-misr.com/wp-content/uploads/2021/11/آى-سى-تى-3-scaled.jpg" alt="8" width="869" height="73" />
لا زلت أذكر هذا اليوم الرائع من شتاء 2018 الدافئ، فى بهو قلعة صلاح الدين القوية الفتية، إحدى رموز قوة وشموخ الدولة المصرية، وفى ليلة صافية رائعة من ليالى قاهرة المعز، إجتمع لفيف من كبار رجالات الدولة وأقطاب الفن والإعلام والتكنولوجيا فى مصر والشرق الأوسط..بل والعالم، إجتمع هؤلاء ليشهدوا إطلاق أول جهاز محمول يصنع فى مصر..”سيكو”.
الحفل كان مهيباً، أشبه بليلة من ليالى ألف ليلة وليلة الأسطورية، وغاية وسبب الإحتفال كان أكثر مهابة ونبلاً، والسعادة كانت هى القاسم المشترك بين كافة الحضور والمتابعين للحفل، أخيراً تنبهت مصر إلى هذا الإستثمار الضخم الذى يزداد حجمه يوماً بعد يوم، خاصة بعد إمتلاك أكثر من نصف سكان العالم وقتها للهواتف المحمولة.
تم بعبقرية إختيار محافظة أسيوط؛ درة صعيد مصر لتكون بداية إنطلاق المحمول المصري، بالمنطقة التكنولوجيا بمحافظة أسيوط، باستثمارات 400 مليون جنيه، وبـ 6 خطوط إنتاج تقرر البدء، وبنسبة تصنيع محلي 45%، بداية بـ 8 إصدارات من الهاتف “سيكو”.
فى هذا التوقيت أصبحت مصر هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي بدأت تصنيع الهاتف الذكي، وتم الاتفاق على البدء فى التصدير لأسواق المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت وكينيا..وموزمبيق.
وبالفعل ..خلال الوقت المتبقى من العام 2018 تم إنتاج مليون و500 ألف موبايل، محققاً مبيعات قدرت بـ مليار و100 مليون جنيه، بعد أن قررت إدارة المصنع تخصيص 60% من مبيعات الهاتف في السوق المصري؛ و40% في الأسواق الخارجية.
لم تكن هذه هى ثمرة النجاح الوحيدة، بل كانت الأقل حجماً وفعالية من وجهة نظرى الشخصية، فقد قامت الشركة بإستخدام عشرات الأيدى العاملة المصرية، وبالتالى ساهمت فى الحد جزئياً من البطالة وأنشئت سوقاً للعمل، وقامت بإستقدام طلبة المدارس الصناعية فى تخصصات مختلفة وتدريبهم ليصبحوا فى السنوات التى تلت ذلك من السواعد القوية التى يستند عليها العمل، وتستمر فى التدريب والتعيين حتى الآن.
وأدى ذلك بالتبعية إلى لفت أنظار العالم والقطاعات التكنولوجية إلى المدينة التكنولوجية فى أسيوط، وكان من الممكن -بقليل من الترويج- أن يكون ذلك مدعاة لإستقطاب الإستثمارات التكنولوجية لهذا المكان.
وأصبحت الملايين من الدولارات تتدفق على خزينة الدولة جراء التصنيع والتصدير للدول العربية والأفريقية، محققة فائدة مزدوجة من العائدات المالية، كما أصبح شعار “صنع فى مصر” حقيقة واقعة، بل وتتصدر منتجاً هاماً وجديداً.
كل ماسبق سرده حقيقة ربما يجهلها كثيرين، وتستمر أنشودة الكفاح والنجاح لهذا المنتج المصري، كل مايحتاجه منا هو الدعم المعنوى فقط لمواصلة نجاح هذه التجربة وإعادة إحيائها ونسخها وتطبيقها فى مجالات وقطاعات أخرى بدلاً من وئدها، وحمايتها من المنافسة والاحتكار الذى قد تتعرض له من الكيانات العالمية العملاقة، حتى نرى شعار “صنع فى مصر” المنطلق من أسيوط عالياً خفاقاً بين الأمم.
[button color=”blue” size=”big” link=”https://ict-misr.com/14784/” target=”blank” ]إقـــــــرأ أيضاً[/button]
[button color=”blue” size=”big” link=”https://ict-misr.com/14784/” target=”blank” ]كورونــــــــــــا[/button]