فرحة لاتوصف؛ أدعو أن يشعر بها كل إنسان؛ عندما وطئت قدماي مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة بالمملكة العربية السعودية، فى العام 2014، فى بداية رحلتى التي من الله علىّ بها لأداء مناسك العمرة وزيارة بيته الحرام ومقام سيد الانبياء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
لفت نظري أثناء خروجى من الدائرة الجمركية مباشرة العدد الكبير من منافذ واكشاك بيع جميع مستلزمات الاتصالات والهواتف المحمولة الموجود داخل صالات الوصول، كافة فروع البيع لشركات الاتصالات المختلفة، وبطاقات الشحن المسبق، وأجهزة المحمول من كافة الانواع والماركات والأشكال والامكانيات، مع وجود العروض المغرية لـ (2X1) أى الجهاز ومعه خط المحمول فى عرض واحد، حتى قطع الغيار والصيانة السريعة كل ذلك متوفر وبكثرة حتى تنتقى ماتشاء لتستخدمه خلال زيارتك للمملكة.
على الجانب الآخر -فى مطار القاهرة- لم أجد ذلك “فى ذاك الوقت”، بل إن العديد من الشكاوى تصلنى بسبب عدم توافر خدمات الاتصالات بالمطار، و”الروتين” الذى يزيد من صعوبة اقتناء “خط المحمول” إن وجد، وحتمية وجود “رقم قومى” للفوز بالخط، للدرجة التى جعلت صديقى “المصري الأصل أمريكى الجنسية” يتغاضى هو وأسرته عن إستخدام خطوط المحمول المصرية ويكتفى بإستخدام باقات “خطه الأمريكاني” سواء الصوت أو الانترنت، وذلك بإستخدام أحد تطبيقات المحادثات الشهيرة.
يقول لى صديقى المدرس بجامعة طوكيو أن خطوط المحمول هناك -وفى الدول الأوربية- لها عشرات الانظمة التى تفى بحاجة كل الصنوف والأنواع من المستخدمين وظروفهم، فمثلاً تم داخل الطائرة توزيع جهاز محمول مزود بخط به رصيد معين داخل الطائرة التى تقل المسافرين من طوكيو إلى برلين بألمانيا بإقامة محددة لمدة شهر واحد على الاكثر، وسمح لهم بإستخدامه طوال فترة إقامتهم وطلب منهم التوقيع على إستلامه بمقابل مادى محدد، والتعهد بضرورة تسليمه فى المطار قبل رحلة العودة حتى لايتم منعه من السفر أو مغادرة البلاد.
فى النموذج السابق تم حل كافة المشكلات التى تؤرق الوافد من حيث استخدام الاتصالات المحمولة والانترنت، كما أنه تم كذلك زيادة موارد القطاع والدولة بشكل كبير سواء من حيث سعر الخط أوالجهاز أو من المكالمات أوالاستهلاك، لاثيما وأن الجهاز الذى تم توزيعه محلى الصنع مما يعنى دخل زائد وفرص عمل أكثر ودعم للمنتج المحلى..كل ذلك تم بسهولة ويسر، وجهد مشكور وثناء من المسافرين.
أتمنى أن يتم دراسة تنفيذ مثل هذا النموذج على متن طائراتنا وفى مطاراتنا، ويمكننا أن نضيف سعر وتكاليف هذا العرض على أى من أوراق السفر وإعطاء السائحين القادمين جهاز الهاتف المحمول والخط “مجانا” كهدية من مصر لضيوفها مما يعزز الشعور بالألفة والرضا، ويعطى إنطباعات أولية إيجابية، ويسهم بشكل إيجابى كبيير فى مناحي شتى.