بين الحقيقة والوهم .. المخدرات الرقمية إدمان عصر التكنولوجيا
ict-misr.com/21982/%d8%a2%d9%89-%d8%b3%d9%89-%d8%aa%d9%89-4/" rel="attachment wp-att-21983">ict-misr.com/wp-content/uploads/2021/11/آى-سى-تى-3-scaled.jpg" alt="8" width="869" height="73" />
[box type=”warning” ]الدكتورة مني الصراف: “لا يمكن معرفة أسباب الوفاة إن كانت من الإدمان ذاته، أو من الأعراض التي صاحبت المدمن من تشنّجات أو صرع.”[/box]
تناقلت الأوساط السعودية مؤخراً خبراً عن تسجيل أول حالة وفاة جراء تعاطي «المخدرات الرقمية»، على الرغم أن المملكة رفعت مستوى التأهب للحدّ من وصول هذه المخدرات إلى المجتمع عبر الإنترنت، إلا أن وزارة الصحة أقرت بعجزها عن إمكان الوصول إلى معلومة من هذا النوع في وقتٍ قياسي، ورفضت الوزارة الاستعجال في تأكيد الخبر من عدمه، بسبب «كثرة المستشفيات والمراكز الصحية».
وقال الدكتور نزار الصالح مستشار الأمانة العامة للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات إن المؤثرات الصوتية الرقمية تعتبر من التقنيات القديمة – الجديدة، التي تعتمد على إصدار ذبذبات صوتية لكلتا الأذنين بترددات مختلفة، بهدف التأثير في المتلقي المستمع، واستخدام سماعات خاصة للأذنين.
وأوضحت الدكتورة منى الصراف، رئيسة وحدة الطب النفسي في مستشفى الملك فهد في جدة الخبيرة الدولية للأمم المتحدة في علاج الإدمان، أن الجزم بوفاة أية حالة تعرضت إلى الإدمان بنوع من أنواع المخدرات الرقمية صعب، ولفتت إلى أنه لا يمكن معرفة أسباب الوفاة إن كانت من الإدمان ذاته، أو من الأعراض التي صاحبت المدمن من تشنّجات أو صرع.
وللمساعدة فى إعداد تعريف علمى صحيح للمخدرات الرقمية أعدّ الدكتور سرحان حسن المعيني نائب مدير إدارة أكاديمية العلوم الشرطية في الشارقة عام 2012، دراسة علمية حذّر فيها مما يعرف بـ«المخدرات الرقمية» التي تصل بمتعاطيها إلى درجة الإدمان.
وكذلك أعدّت الباحثة علياء مبارك مديرة إدارة دعم جهود التنمية المجتمعية في مركز دعم اتخاذ القرار بشرطة دبي عام 2013، دراسة مشابهة معتبرة «المخدرات الرقمية» خطراً حقيقياً، ومحذرة من أنها يمكن أن تجعل الشباب والمراهقين يفكرون أكثر بتجربة المخدرات الحقيقية، وتزيد من إعجابهم بها وسعيهم للوصول إلى الحالات التي فشلت «المخدرات الرقمية» في منحهم إياها.
وتُعرّف “المخدرات الرقمية” أو ما يُطلق عليه اسم “Digital Drugs” بأنها تردّدات تؤثر في خلايا الدماغ، وتجعلها تهتز بشكل مشوش وسلبي، وتخلق تأثيراً نفسياً يحاكي تأثير بعض المواد المخدّرة، وهي تقنية تقوم على مبدأ الاستماع إلى ملفات صوتية (MP3) تحتوي على نمطين موسيقيين مختلفين في الوقت نفسه، بحيث تتعرّض الأذن اليمنى لطنين يختلف عمّا تتعرّض له اليسرى من نقر، وهذا التداخل الصوتي يقوم بتهييج الدماغ بدرجتين متضادتين، فتحدث الاستجابة للصوت عن طريق الشعور بالهلوسة والتشويش والعبث بالحالة المزاجية، والموسيقى الترددية المسببة للإدمان تكون قريبة من موسيقى (التيكنو) التي يستخدمها كثير من مدمني المخدرات لزيادة تأثير المخدر.
ولهذه الحالة تأثير سيئ في مستوى كهرباء الدماغ يؤذي الخلايا الدماغية، ما يؤدي بدوره إلى تلف حقيقي في الحواس، تنتج عنه نوبات تشنّج خطرة وتسارع في ضربات القلب وعدم اتزان وصداع قد يصل إلى الغيبوبة.
وهذه تقنية مطوّرة اكتشفها في الأساس العالم الألماني هنريك ويليام دوف عام 1839، وكانت تسمّى «النقر بالأذنين»، وتستخدم لعلاج بعض الأمراض النفسية كالأرق والتوتر، عن طريق تعريض الأذن لتردّدات صوتية متنوّعة، تحت إشراف طبيب متخصّص، تتجاوب معها خلايا الدماغ بطريقة معيّنة حسب الحالة المراد علاجها.
وقد سادت حالة من الشدّ والجذب والنفي والتأكيد، بين بعض الخبراء والمتخصّصين حول موضوع «المخدرات الرقمية»، وهل تحدث الضرر نفسه الذي تحدثه المخدرات التقليدية، حيث يقول بعضهم إن «المخدرات الرقمية» وهم لا أساس له من الصحة.
وليس هناك دليل على أنها تسبّب الإدمان أو تؤدي إليه، وإن الهدف من إشاعة مثل هذا الوهم هو خداع الناس والاحتيال المالي عليهم، بينما يؤكد آخرون أن تأثير «المخدرات الرقمية» حقيقة علمية وليست وهماً، وأنها تسبّب الإدمان.