أظهرت مؤشرات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إنخفاضاً فى عدد شرائح المحمول خلال شهر فبراير الماضى، بنسبة 1.3% عن شهر يناير، وجلعتنى هذه الأرقام أتعجب، فكل كائن حى يمشى أمامى على قدمين أجده يحمل هاتفاً محمولاً واحداً على الأقل، فكيف تنخفض هذه النسبة، التى من المفترض أن تتزايد بضطراد.
وجاءت إجابة الخبراء تشرح أن أنماط إستخدام المصريين المختلفة للمحمول، ومنها نظام washing machine، ومعناه أن البعض يقبل على شراء خطوط من شركة معينة حينما تطلق هذه الشركة عروضاً مغرية بالنسبة له..على أن يتخلص من هذا الخط حين نفاذ فترة العرض، وبالتالى يتم إلغاء هذا الخط بعد ثلاثة شهور طبقاً للقانون، وبتطبيق نفس الفكر سنلاحظ عقب نهاية رمضان إرتفاع عدد الشرائح المستخدمة مجدداً.
وأظهر تقرير المؤشرات أيضاً أن مجموع مشتركى الإنترنت فائق السرعة ADSL وصل إلى نحو 5.43 مليون اشتراك، فى حين بلغ مجموع مستخدمى الإنترنت عن طريق الهاتف المحمول نحو 32 مليون مستخدم، بينما بلغ مجموع مستخدمى اليو اس بى مودم قرابة 3.25 مليون فى نهاية فبراير 2018، مما يعنى أن الشريحة الأعظم فى الاتصال بالانترنت تأتى عبر الهواتف المحمولة، متخطية 10 أضعاف عدد مستخدمى الانترنت الثابت عبر الهاتف الأرضى، كما يوضح أن قرابة 70% من مستخدمى المحمول لا يستخدمونه سوى كأداة للاتصال الصوتى..وربما كمشغل للموسيقى.
مؤشرات إستخدام الانترنت الأخيرة تفرض تحديات ضخمة على كافة مؤسسات القطاع -الحكومية والخاصة- وتسهم بشكل أو بآخر فى حتمية إعادة هيكلة منظومة الانترنت فى المستقبل، بغية النهوض المطلوب فى التعليم ومجالات تكنولوجيا المعلومات، فمع تطبيق تكنولوجيات الجيل الرابع للمحمول، وتسار الخطى نحو نشر الجيل الخامس ومايتبعه من التكنولوجيا المعروفة حالياً بإسم “إنترنت الاشياء” وجب التوسع فى نشر إستخدامات “الموبايل إنترنت”، وجعل مستخدميها أصحاب النسبة الأكبر من مستخدمى الانترنت فى مصر..هذا فيما يخص الجانب الحكومى للقطاع.
وفيما يخص الشركات فإن هذه النسب تفرض تحديات حول جودة الخدمة والشبكات وإنتشارها، ومدى تغطية الجيل الرابع لتكنولوجيا المحمول، وأيضاً حول العروض التى تستهدف عرض مميزات إستخدام الإنترنت عبر الهاتف المحمول، والتنزيلات السعرية للباقات التى يتم طرحها عبر عروض مدروسة وموجهة لتحقيق هدف المجتمع الرقمى..خاصة بعد أن أصبح لدينا فى السوق المصرية 4 من الشركات العملاقة المشغلة لخدمات الاتصالات المتكاملة.