هل تتذكرون مكاتب “البوستة”..متى كانت آخر زياراتكم لها، وماهى آخر المعاملات التى أجريتموها هناك ؟
هل تذكرون “ساعى البريد”، ذلك الموظف المتهالك “المطحون”، ممثلاً لمعاناة متجسدة تسير على قدمين طيلة اليوم..هل رأيتموه اليوم، أصبح “مندوبا للخدمات البريدية، له زى رائع، ويستخدم دراجات بخارية فى تنقلاته.
الأجيال المعاصرة شاهدت مكاتب البريد التقليدية المتهالكة، كانت ترتادها لشراء “تمغة”، أو “طابع”، طوابير طويلة وصفوف كثيرة، ,وتلال من الدفاتر والأوراق وعشرات الأختام، اليوم نقف مبهورين أمام واحداً من أهم إنجازات قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات..”مكاتب الخدمات البريدية”.
البريد .. أراه بوابة المستقبل في المعاملات والتعاملات مع المواطنين، بعد أن أصبح واجهة مشرفة كهيئة حكومية تدار بنجاح وبفكر إستثمارى خدمى ناجح لأبعد الحدود.
فى الآونة الأخيرة إقتحمت هيئة البريد المصري العديد من القطاعات، لتقدم خدماتها عبر منافذ البريد الأكثر إنتشاراً على مستوى الجمهورية، وليصبح شعار البريد بحق فى فترة وجيزة “الأقرب إليك”.
وإنطلاقا من هذه الإستراتيجية الخدمية الراقية والواعدة يفتح البريد باباً سحرياً لحل الكثير من المعضلات الخدمية للقطاعات الحكومية الأخرى.
منذ أيام زارنى مندوب وزارة الكهرباء الخاص بالتحصيل، مطالباً بعدة فواتير تمثل إستهلاكات تقديرية لعدد من الشهور، وعندما إستفسرت عن عدم تسجيل الإستهلاك شهرياً تعلل بعدم توافر مندوبين لذلك..وقس على ذلك كافة الخدمات الأخرى من مياه وغاز وغيرهما.
فى ذات اللحظة راودتنى فكرة تعاون هذه الوزارات مع هيئة البريد، للإستفادة من كتائب العمل المنظم والمتمثل في مندوبى البريد المنتشرين بكافة أنحاء الوطن، خاصة بعد إنخفاض كثافة المراسلات البريدية المعتادة وبعد تطوير وسائل تنقلهم وإمدادهم بالدراجات البخارية كوسيلة تنقل سريعة وحضارية.
الفكرة مطروحة على كافة قطاعات الدولة، وتنظيم أطرها متروك للمسئولين، والإستفادة الواقعة على البريد متروكة لتقديرهم -خدمات بمقابل مادى- من الممكن أن يمثل نسبة على كل قراءة للاستهلاك، يحصل مندوب البريد منها على هامش تحفيزى، والباقي يضاف إلى عائدات الهيئة، وتحقق باقى الوزارات خدماتها المرجوة بأفضل الطرق، وعلى أكمل الأوجه..وبالاستعانة بواجهة حكومية راقية ومشرفة..مؤتمنة.