“الهند” .. ربما تصبح المهد الأول فى المستقبل القريب لتطور مذهل منتظر فى حياة البشرية كلها، خاصة وإن التقارير تفيد بأن بعض المناطق في الهند لا تتوفر فيها خدمات الإنترنت بشكل منتظم، وتشير التقديرات إلى أن خدمات الاتصال بالإنترنت عبر النطاق العريض “البرودباند” لا تتوفر بصورة منتظمة لأكثر من 900 مليون شخص في البلاد.
إنطلاقاً من التقارير السابقة قررت شركة إكس – إحدى الشركات التابعة لشركة ألفابت- بالتعاون مع شركة “آب ستيت فايبرنت” المحلية للاتصالات، البدء في توفير خدمة الإنترنت في ولاية “أندرا براديش”، التي تقع جنوب شرق الهند، اعتماداً على الاتصال عبر أشعة الليزر.
وتخطط شركة “إكس” للتخلى عن تقنيات الاتصال بالشبكة العنكبوتية عبر الالياف الضوئية “كابلات الفايبر”، المستخدمة حالياً فى عدد كبير من الدول، والاعتماد على تقنية تدعى الاتصالات الضوئية في الفضاء الحر.
ومن المنتظر أن تساهم تقنية النقل عن طريق أشعة الليزر في تزويد 12 مليون منزل وآلاف المؤسسات الحكومية والتجارية باتصال عريض النطاق بالإنترنت فى الهند مع حلول العام 2019.
تعتمد خطة “إكس” على نشر 2000 وصلة تعمل بتقنية “الاتصالات الضوئية في الفضاء الحر”، والتي تستخدم أشعة الليزر لنقل بيانات شبكة الإنترنت لمسافات طويلة بدلًا من الأسلاك أو الكابلات التقليدية.
ويؤكد خبراء “إكس” أن تقنية الاتصالات الضوئية في الفضاء الحر توفر الوقت والمال والجهد اللازم للحفر ومد وتوصيل الأسلاك، إذ يمكن ببساطة تثبيت الأجهزة التي تعمل بهذه التقنية على بعد كيلومترات من بعضها البعض فوق الأسطح أو الأبراج، وإرسال الإشارات مباشرة بين هذه الأجهزة لتجاوز المعوقات الشائعة كالأنهار والطرق وشبكات السكك الحديدية.
يعكس هذا التوجه مدى سرعة تطور تقنيات اتصالات شبكات الإنترنت، فعلى الرغم من أن الألياف الضوئية كانت تعد طريقة مثالية لتحقيق ذلك في الأعوام الماضية، إلا أن استخدام أشعة الليزر لتقديم خدمات الاتصال بالإنترنت قد يكون تكنولوجيا المستقبل المقبلة.
وفيما له صلة بذات الموضوع كشفت وثائق تم الاعلان عنها فى فبراير الماضى أن شركة “فيسبوك” بدأت مؤخراً فى اختبار تقديم خدمات الإنترنت فائق السرعة باستخدام أشعة الليزر التي تنطلق من إحدى الطائرات، حيث ستتمكن الشركة من الربط اللاسلكي بين الطائرة التي تبعث الأشعة ومحطة أرضية على بعد 9 كيلومترات منها، لتوفر إشارات إنترنت عالية السرعة في الاتجاهين بسرعة تصل إلى 10 جيجابايت في الثانية الواحدة.
