بعد بحوث مضنية بدأتها منذ العام 2011 تمكنت إحدى الشركات حديثاً من إبتكار تقنية جديدة للإتصال بإستخدام الضوء في بث وإستقبال البيانات وأسرع 100 مرة من تكنولوجيا Wi-Fi المعروفة وأطلقت عليها Li-Fi، وتمتاز بالإضافة إلى الأمان بقدرتها على تحميل ملفات بسرعة تصل إلى 224 جيجابايت في الثانية، أي أنها قادرة على تحميل 18 فيلم عالي الجودة في أقل من ثانية.
وترجع السرعات المذهلة لهذه التقنية في نقل البيانات نظراً لتفوق ترددات الضوء على موجات الراديو المستخدمة في نقل البيانات بالطريقة المعتادة بأكثر من 1000 ضعف، كما أنها لا تؤثر بالتشويش على أجهزة الملاحة أو الأجهزة الطبية الحساسة على عكس التقنيات المعتمدة على موجات الراديو، كما أنها تمتاز بقلة تكاليف التشغيل لأنها لا تحتاج إلى أسلاك خاصة للتوصيل.
الخبير في نقل البيانات الدكتور حاتم زغلول أستاذ الفيزياء وأحد المخترعين لتكنولوجيا Wi-Fi فى تصريحات خاصة أكد أنه لابد من تطبيق تكنولوجيات الـ 4G والاعتماد عليها جزئياً في نقل البيانات خارج المباني وفى الأماكن المفتوحة، على أن يتم التبديل إلى التكنولوجيا الجديدة التي يعمل عليها حالياً HY MESH WIFI، والتي تتيح بناء شبكة من راوتر Wi-Fi لتوصيل البيانات والمكالمات داخل المباني لتوفير الجهد والوقت من خلال شبكة wireless Lan، وحالياً يتم تطبيق هذه التقنية في عدة دول منها باكستان وتونس، وتعد بادرة الـ 6G، والذى يمثل بدوره ذكاء الدمج بين الشبكات، ولذلك لا يحتاج أو يستخدم ترددات إضافية.
وحول تكنولوجيا Li-Fi يؤكد زغلول أنها أرخص من الناحية الاقتصادية بحوالي 20 مرة من تكنولوجيا Wi-Fi لنقل البيانات، مضيفاً: “نحن بحاجة ماسة إلى تغيير فلسفة عمل شبكات الهواتف المحمولة، بحيث تنتهى ثقافة تحويل المكالمات من المستخدم إلى السنترالات والسويتشات، ولكن يمكن نقل المكالمة إلى شبكات Wi-Fi لتكمل مسيرتها بطريقة أسرع وأرخص.
وأوضح الدكتور زغلول أن تكنولوجيات الـ 5G تسمح بسرعات تصل إلى 1G في نقل البيانات، إلا أن الواقع يفرض أن أجهزة الموبايل جميعها لا تستطيع التفاعل مع سرعات أكثر من 100 MGB، وبالتالي فإن جهاز الموبايل محدود في استخدامه لسرعات الانترنت، ومن هنا تبرز عدم الحاجة لزيادة سرعات الانترنت على المحمول، ولذلك يعد الـ 5G أكثر إفادة للشركات وليس للأشخاص.
وأكد الخبير المصرى أن إستخدام كابلات الفايبر تعد الوسيلة الأسرع لنقل البيانات، ويأتي في المرتبة التي تليه إستعمال الضوء “لاى فاى” وهذه التكنولوجيا تم تطبيقها في دبى، إلا أن ذلك لا يمنع إستمرار إستخدام الـ 4G لفترة قد تصل إلى 20 سنة قادمة.
وفى ختام حديثه أوصى د. زغلول بضرورة الاهتمام بإتاحة نقل البيانات بسرعات عالية، ةنشر ثقافة إستخدامها فى كافة المجالات الاقتصادية، وقال: “نقل البيانات للدول المتقدمة يمثل الإنترنت “حياة”، والمئات من الشركات التي تظهر عملاقة على شبكات الانترنت وتحقق أرباحاً خيالية هي فى الواقع كيان إفتراضى فقط”.