
تحتفل شركة “اتصالات مصر” هذا العام بمرور 18 عامًا على انطلاق خدماتها رسميًا في السوق المصري، في ذكرى تمثل محطة تحول رئيسية في تاريخ قطاع الاتصالات، ليس فقط بسبب دخول مشغل جديد، بل لما أحدثته الشركة من نقلة نوعية في مستوى الخدمات والمنافسة والتكنولوجيا.
بداية التفكير.. لماذا شبكة ثالثة؟
مع بداية الألفية، تزايد الضغط على شبكتي المحمول القائمتين آنذاك، ما دفع الدولة إلى فتح الباب أمام مشغل ثالث لتعزيز التنافسية وخفض الأسعار وتحسين جودة الخدمة.
وفي عام 2006، أطلق الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات مزايدة عالمية لتشغيل الشبكة الثالثة، شهدت تنافسًا كبيرًا بين تحالفات دولية وخليجية.
فوز تحالف اتصالات الإمارات والبريد المصري
نجح تحالف تقوده شركة “اتصالات الإمارات” بالشراكة مع “البريد المصري” في اقتناص الرخصة بعد أن تقدم بعرض مالي بلغ 16.7 مليار جنيه – الأعلى بين جميع المتنافسين، وفي 22 أغسطس 2006، تم توقيع عقد ترخيص تشغيل الشبكة الثالثة للهاتف المحمول في مصر بين تحالف “اتصالات الإمارات” و”البريد المصري”، بحضور وزير الاتصالات المصري آنذاك، الدكتور طارق كامل رحمة الله.
شكل هذا التحالف نموذجًا للشراكة بين الاستثمار الأجنبي والمؤسسات الوطنية، وفتح الباب أمام تأسيس شركة “اتصالات مصر” لتبدأ تقديم خدماتها عام 2007.
جمال السادات: رؤية واضحة منذ اليوم الأول
قال جمال السادات، أول رئيس لمجلس إدارة “اتصالات مصر”، إن الشركة دخلت السوق المصري برؤية استراتيجية واضحة تقوم على الابتكار والاستثمار طويل الأجل.
وأوضح: “التحالف مع البريد المصري لم يكن مجرد خيار استثماري، بل شراكة ذكية ساعدتنا على فهم السوق وبناء الثقة مع المستخدم المصري.”
وأضاف: “عرضنا لم يكن فقط الأقوى ماليًا، بل الأذكى استراتيجيًا. كنا نبحث عن التميز، لا مجرد الدخول.”
نمو متسارع وتحول رقمي شامل
خلال 18 عامًا، استثمرت “اتصالات مصر” أكثر من 70 مليار جنيه في البنية التحتية، وقدّمت خدمات الجيل الثالث والرابع، وتستعد حاليًا لإطلاق خدمات الجيل الخامس.
كما توسعت الشركة في تقديم حلول الإنترنت، والخدمات الرقمية، والدفع الإلكتروني، وبلغ عدد عملائها أكثر من 25 مليون مشترك.
حازم متولي: لم نعد مجرد شركة محمول
قال حازم متولي، الرئيس التنفيذي لشركة “اتصالات مصر”، إن الشركة تحوّلت إلى مزوّد متكامل لحلول الاتصالات والتكنولوجيا، مؤكدًا: “منذ البداية راهنّا على الابتكار، واليوم نُعدّ من الركائز الأساسية في دعم التحول الرقمي للدولة المصرية.”
وتابع: “رؤيتنا هي أن نكون الشريك الرقمي الأول للمجتمع، من خلال حلول متكاملة وآمنة تواكب احتياجات الأفراد والمؤسسات.”
“اتصالات مصر”: نموذج نجاح مستدام
مثّلت تجربة “اتصالات مصر” حالة فريدة من نوعها في السوق المحلي، حيث جمعت بين التخطيط الاستراتيجي، والتحالفات الذكية، والاستثمار المستدام. وبعد 18 عامًا، تواصل الشركة دورها الرائد كلاعب أساسي في مستقبل التحول الرقمي بمصر.