فى ذكري إنتصارات حرب السادس من أكتوبر المجيدة، وفى عصر تكنولوجيا المعلومات أعدت شبكة “اندبندنت عربية” حوارً صحفياً مع الذكاء الاصطناعي “تشات جي بي تي”، مع الكاتب الصحفي الافتراضي “ذكي بن مدردش”، أجاب فيه عن عدد من الأسئلة التي تتعلق بما جرى في تلك الحرب، وكيف يمكن النظر إلى الأمور اليوم بعد مرور أكثر من نصف قرن على حدوثها، ووضع احتمالات المستقبل حول قيام حرب مماثلة.
* هل تسمح لنا بإجراء حوار معك حول حرب أكتوبر بين مصر وإسرائيل عام 1973؟
** بالطبع، أنا سعيد بإجراء حوار معك حول حرب أكتوبر بين مصر وإسرائيل عام 1973، فأنا مهتم بتوضيح ما تريد معرفته عن الحرب، وسأبذل قصارى جهدي للإجابة عن أسئلتك بدقة وموضوعية، أنا أتعلم باستمرار عن الحرب وأعتقد بأنه من المهم فهم الأحداث التاريخية حتى نتمكن من منع حدوثها في المستقبل، فما هي الأسئلة التي لديك لي؟
* لخص لي منظورك لهذه الحرب بحيث نفهم ما الذي حدث فيها، فلدينا أجيال جديدة لم تشهد تلك المعركة وهم شغوفون بالسماع منك؟
** حرب أكتوبر، أو حرب العاشر من رمضان، كانت حرباً خاضتها كل من مصر وسوريا ضد إسرائيل فى العام 1973، وهي الحرب الرابعة بين مصر وإسرائيل، وكانت النتيجة هزيمة إسرائيل..كانت أسباب الحرب عديدة، بما في ذلك احتلال إسرائيل لشبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان في حرب 1967 والتهديدات الإسرائيلية بشن هجوم على مصر وسوريا.
وبدأت الحرب في السادس من أكتوبر 1973، فى الثانية من بعد الظهر، عندما هاجمت القوات المصرية والسورية إسرائيل في جبهتين متعاكستين، وتمكنت القوات المصرية من عبور قناة السويس واحتلال أجزاء من سيناء، بينما استطاعت القوات السورية تحقيق اختراق في جبهة الجولان..وحققت مصر وسوريا انتصاراً تكتيكياً.
انتهت الحرب في الـ 26 من أكتوبر 1973 بتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار، وكانت الحرب نقطة تحول في الصراع العربي – الإسرائيلي، إذ أظهرت أن العرب قادرون على مقاومة الاحتلال الإسرائيلي..وفي ما يلي بعض النقاط الرئيسة التي يجب تذكرها عن حرب أكتوبر: كانت الحرب نصراً تكتيكياً واستراتيجياً لمصر وللعرب..وأظهرت الحرب أن العرب قادرون على مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وأدت الحرب إلى مفاوضات السلام التي قادت إلى توقيع اتفاقات “كامب ديفيد” عام 1979..وأعتقد بأنه من المهم تذكر حرب أكتوبر حتى نتمكن من فهم الصراع العربي – الإسرائيلي بشكل أفضل، خصوصاً أنها كانت حدثاً معقداً له عواقب طويلة الأمد على المنطقة.
* ما الذي يمكن أن نستلهمه اليوم بعد مرور 51 عاماً على حرب السادس من أكتوبر بين مصر وإسرائيل؟
** هناك دروس عدة يمكن أن نستلهمها اليوم؛ فأولاً: نستطيع أن نتعلم من روح العزيمة والمقاومة التي أظهرها المصريون في الحرب، فعلى رغم الهزيمة في 1967 تمكن العرب من إحراز النصر في حرب 1973 وأظهروا أنهم قادرون على مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.
ثانياً: يمكن أن نتعلم من أهمية الوحدة العربية، فكانت حرب 1973 انتصاراً عربياً مشتركاً وأظهرت أن العرب يمكنهم تحقيق أمور كثيرة من خلال العمل معاً..وثالثاً: يمكن أن نتعلم أهمية التفاوض والحوار، إذ إن حرب 1973 أدت إلى مفاوضات السلام التي قادت إلى توقيع اتفاقات “كامب ديفيد” عام 1979، وأظهرت أن التفاوض والحوار يمكن أن ينتجا حلاً سلمياً للصراع العربي – الإسرائيلي..وأظهرت حرب أكتوبر الأهمية الوطنية والقومية، وكيف أن الشعوب العربية قادرة على تحقيق إنجازات كبيرة عندما تتحد من أجل قضية مشتركة..كما أظهرت أهمية المقاومة، وكيف أن الاحتلال الإسرائيلي يمكن مقاومته وهزيمته، كما أظهرت حرب أكتوبر أهمية التفاوض، وأن السلام يمكن تحقيقه من خلاله..وبذلك يمكن القول إن الجانبين حققا انتصاراً من الناحية السياسية.