
تحاضر الدكتورة غادة عامر، عميد كلية الهندسة جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا وزميل ومحاضر الاكاديمية العسكرية للدراسات العليا والبحوث الاستراتيجية كلمة فى المؤتمر الثانى لاتحاد الاعلاميين الأفريقي الأسيوي، المقرر إنعقاده الأربعاء المقبل تحت عنوان “دور الإعلام الافريقي والأسيوي فى مواجهة حروب الجيل الخامس”.
ومن المقرر أن تلقى الدكتورة غادة عامر كلمتها فى المؤتمر بعنوان “حروب المستقبل ودور الاعلام في مواجهتها”.
تقول الدكتورة غادة عامر فى كلمتها: “إن الحروب الغير نمطية (اللامتماثلة) كما عرفتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية هي “استخدام الاستراتيجيات والتكتيكات والتكنولوجيات المبتكرة من قبل خصم – دولة أو جهات فاعلة من غير الدول- بهدف تجنب نقاط القوة واستغلال نقاط الضعف المحتملة في الدولة المستهدفة”.
وتضيف: “من أمثلة تلك التكنولوجيات: تكنولوجيا أنترنت أشياء المعركة، وتكنولوجيا الروبوتات المقاتلة، حيث يرى الكثير من المختصين أن الثورة الثالثة في أسلحة الحرب بعد البارود والقنابل النووية هي الروبوتات المقاتلة (بكل أشكالها الزاحفة والسابحة والطائرة)”.
وتستكمل: “الدليل على ذلك إحياء بعض التطورات الأخيرة في الأسلحة شبه الأوتوماتيكية (مثل الطائرات بدون طيار من طراز MQ-9)، وتكنولوجيا أسراب الطائرات بدون طيار، حيث بدأت وزارة الدفاع الأمريكية عام 2017م بعرض لمناورة عسكرية لسرب 103 طائرة بدون طيار ميكروئية (أسلحة طائرة متناهية الصغر بدون طيار) في كاليفورنيا، حيث تتعاون فيما بينها في صنع القرار والتكيف في تشكيل الطيران والتعديل الذاتي لتموضعها”.
وتوضح: “يقول خبير في شركة “جلوبال داتا” إن أنواع الدفاعات المضادة للصواريخ والقذائف الموجودة حاليا ليست مصممة لتتبع أشياء بهذا الحجم وبهذه الكثرة، هذا إلى جانب تطوير القوارب ذاتية القيادة في البحر، فالآن تقوم وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية الأمريكية المتقدمة (داربا) بتجربة سفن غير مأهولة تتعقب الغواصات وتسمى ” مقاتلة البحر” والتي يمكنها السفر آلاف الأميال دون أي شخص على متنها”.
وتشرح: “هناك أيضا تكنولوجيا الواقع المعزز (Augmented Reality) فمن الشائع الآن استخدام تطبيقات الاستحواذ على ساحة المعركة، حيث إن الواقع المعزز والواقع الافتراضي هما مجالان آخران للتكنولوجيا الاستهلاكية تسخرهما القوات المسلحة منذ فترة كبيرة قبل ظهورهما في المجتمع المدني، ومنذ فترة طويلة تم نشر سماعات الرأس AR في خوذات مقاتلات F16″.
وتؤكد: “هناك تكنولوجيا الأسلحة المجتمعية Social Weapons ومنها التكنولوجيا التي يمكن أن تؤدي إلى التشويش اللاسلكي وقرصنة الكمبيوتر وتعطيل الإرسال واختطاف الطائرات بدون طيار وحتى تحويل الأسلحة ضد مشغليها، ومثال ذلك: البرمجيات الخبيثة، مثل الفدية الخبيثة “رانسوموير” الذي أصاب المؤسسات والأجهزة الحكومية والخاصة في كثير من دول العالم (حوالي 100 دولة) في عام 2017م، حيث استهدف القراصنة غلق الأنظمة التكنولوجية في الحكومات والمؤسسات المختلفة بحيث لن يتمكن أصحابها من فتحها واستخدامها إلا بعد دفع مبلغ من المال”.
وتشير الدكتورة غادة عامر فى كلمتها: “مثل هذه التهديدات تكون سببا للتأثير سالبا وبقوة على الاقتصاد وتسبب الفوضى وتصيب الدولة بالشلل، وإذا استمر ممكن أن تسقط الدولة”.
وتختتم كلمتها: “من الأسلحة المجتمعية أيضا وسائل الإعلام الاجتماعي التي استخدمت في تعبئة الاحتجاجات الشعبية، وكذلك استُخدمت أيضاً كسلاح لعمل ارباك داخل الدولة المستهدفة، كما حدث في الثورات التي حدثت في المنطقة في عام 2011م وأطلق عليها “الربيع العربي”.